التصاليب ومنتجات باربري BURBERRY

Untitled-140011111

الكاتب: بهاء الدين شلبي.

تاجر الجوخ والملابس الانكليزي توماس باربري Thomas Burberry ولد في (27 أغسطس 1835 – 4 إبريل 1926) حين كان في عمر 21 عاما، في سنة (1856) قام بافتتاح المقر الأول للشركة البريطانية “باربري“BURBERRY ، الكائن في مدينة بازينغستوك Basingstoke‏. والشركة متخصصة في انتاج الكماليات، من ملابس البحر، وزجاجات العطور، والسراويل، والتنورات، والحقائب، والسترات، والمعاطف، وربطات العنق، وأوشحة، ومظلات، وأحذية. والتي حققت منتجاتها رواجا وشيوعا وصل حد تقليدها ومحاكاتها، لتكون في متناول محدودي الدخل والبسطاء. ويتهافت أصحاب الأناقة والوجاهة من الشخصيات المشهور عالميا على اقتناء منتجاتها باهظة الثمن، ولا مانع لمتوسطي الدخل من اقتناء إحدى نماذجها المقلدة والمزيفة، ذات الأسعار المتدنية.

توماس باربري Thomas Burberry

تتميز جميع منتجات شركة “باربري” بنمط زخرفي موحد، يتكون من وحدات زخرفية متشابكة، كل وحدة منها عبارة عن “صليب” من (صليب مقسم ثلاثي ومتداخل Cross triple parted and fretted)، وينتج من تشابك هذه الصلبان نمط مربعات tartan pattern”” بيج وسوداء وبيضاء وحمراء. ولم تستخدم الشركة هذه التصاليب على منتجاتها حتى عام ١٩٢٤، حيث ادخلت كمجرد بطانة للسترات والمعاطف، إلى أن عممت استخدامها على المظلات والأوشحة والحقائب في عام 1967 لتكون هذه التصاليب نمطا مميزا لجميع منتجات الشركة.

صليب مقسم ثلاثي ومتداخل Cross triple parted and fretted
ولشكل الصليب أصل في التواتم السحرية لدى العشائر الأسترالية، مما يؤكد ليس فقط عالمية الصليب، بل واستخدامه كرمز سحري، خاصة وجود الصليب قبل اكتشاف القارة الأسترالية ودخول النصرانية إليها، مما يؤكد أن شياطين الجن قد قامت بنشر هذا الصليب قبل المسيحية، باعتباره توتم، أو رمز سحري، سواء فيما هو معروف لنا من البلاد والحضارات الغابرة، أو فيما لم نكتشفه منها إلا حديثًا، وهذا يدل على قدسية الصليب لدى الشيطان، وأنه رمز من وحيه إلى أولياءه.
د. علي وافي في كتابه [الطوطمية أشهر الديانات البدائية] صفحة (23، 24). يقول: (وقد يرمز إلى التوتم بعصا أو بمجموعة من العصي بعد أن تضاف إليها مواد أخرى وتجرى عليها بعض عمليات وطقوس ترسم عليها أشكال خاصة. ومن هذا القبيل ثلاثة رموز توتمية هامة مستخدم لدى كثير من العشائر الأسترالية يسمونها (الشورنجا Churinga)، و(الواننجا Waninga)، و(النورطنجا Nurtunja).
أما (الشورنجا) فتتمثل في عصا أو قطعة خشب مثقوبة في نهايتها، ويجري في ثقبها خيط مجدول من شعر إنسان.
وأما (الواننجا) فتتمثل في عصا طويلة تخترقها عرضًا عصا أخرى واحدة أو عصوان اثنتان في صورة تمثل شكل الصليب، وتوصل نهايتا العصا الرأسية بخيوط مجدولة من شعر آدمي أو حيوان.
وأما (النورطنجا) فتتمثل في عصا طويلة أو عدة عصي مربوطة في ضغث واحد ويوضع فوقها أعشاب يابسة، ويلف حول الأعشاب خيوط مجدولة من شعر آدمي، ويصنع من شعر بعض الحيوانات أو زغب بعض الطيور حلقة تثبت في رأس هذه العصا أو عدة ضفائر تتدلى من رأسها إلى أسفلها، وتتزين قمتها بخصلة من ريش النسور).

ومن أسباب انتشار هذا النمط الزخرفي؛ أنه محبب إلى النصارى لحرصهم على رشم كل شيء بالصليب؛ أي ختمه بالصليب، على أكلهم وشرابهم، وفي التعميد، وغير ذلك الكثير، بغرض التبرك بالصليب، لا ببركة الله تعالى. فإن شركة باربري حرصت على رشم منتجاتها بالصليب، تحفيزا للنصارى على اقتناء منتجاتها، فحققت رواجا وانتشارا واسعا بين النصارى، ثم انتقل كنمط غربي إلى المسلمين نتيجة للجهل بأصول هذا النمط الصليبي، والاستخفاف بنقض الصلبان.

أما بخصوص شعار شركة باربري؛ فهو تصميم “ماسوني”، ينتمي إلى جماعة فرسان الهيكل Knights Templar، تم تصميمه وتسجيله كعلامة تجارية في سنة 1901. ويتكون من فارس روماني مدرع، يمتطي صهوة حصان وحيد القرن الأسطوري، ويطلق عليه (يونيكورن Unicorn)، حسب أساطير قارة أوروبا، وأمريكا الشمالية، وقد اتخذه نبلاء أوربا شعارا لهم في العصور الوسطى.

يقبض الفارس بيمينه (Lance flag) على رمح براية خفاقة، مثلثة طويلة، ومدببة الرأس (triangular flag)، من طراز (flag pennant) رايات البطولات الرياضية، وترمز للبطولة، وسرعة الانطلاق، لأنها نادرا ما تخفق، إلا في مهب الريح. ومنقوش عليها حرف (B) بالحجم الكبير، والعبارة اللاتينية (PRORSUM)، معناها (إلى الأمام)، ومتدرعا بترس بيساره، منقوش عليه حرف (B) بالحجم الكبير، وحرف (B) المكرر نقشه على الراية والترس اختصارا لاسم مؤسس شركة (Burberry). فيكون معنى (B PRORSUM) هو (إلى الأمام يا باربري).
في واقع الأمر؛ إن كانت جماعة فرسان الهيكل قد خدمت الحملة الصليبية، فقد جنت من وراء هذه الخدمات مكاسب مادية كثيرة، شملت تبرعات وأموالا طائلة تعددت مصادرها حتى أثروا ثراءا فاحشا، وحقهم في بناء كنائسهم الخاصة بهم، إلا أنها وبشكل غير مباشر قد حمت المصالح اليهودية بحفاظها على مقدساتهم فوق “جبل موريا Mount Moriah ” حيث اتخذ منه الجماعة معبدا خاصا بها، رغم مجاورة “كنيسة القيامة” للجبل، وبذلك منعت جماعة فرسان الهيكل الصليبيين من الاعتداء على موضع الهيكل السليماني، وحماية الصخرة قبلة اليهود، وقلب وقلب هيكلهم، ويزعمون أن ابراهيم أخذ ولده إسحق ليذبحه عليها فنزل الفداء ليفتديه به.
وهذه الصخرة لم يثبت لها فضل في الكتاب والسنة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما ذكره بن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم). صفحة: (819/2): كانت الصخرة مكشوفة، ولم يكن أحد من الصحابة، ولا ولاتهم ولا علماؤهم يخصها بعبادة، وكانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما، مع حكمهما على الشام. وكذلك في خلافة علي رضي الله عنه، وإن كان لم يحكم عليها، ثم كذلك في إمارة معاوية، وابنه، وابن ابنه. فلما كان في زمن عبد الملك وجرى بينه وبين ابن الزبير من الفتنة ما جرى، كان هو الذي بنى القبة على الصخرة، وقد قيل: إن الناس كانوا يقصدون الحج فيجتمعون بابن الزبير، أو يقصدنه بحجة الحج، فعظم عبد الملك من شأن الصخرة، بما بناه عليها من القبة، وجعل عليها من الكسوة في الشتاء والصيف، ليكثر قصد الناس للبيت المقدس، فيشتغلوا بذلك عن قصد ابن الزبير، والناس على دين الملك، وظهر في ذلك الوقت من تعظيم الصخرة وبيت المقدس ما لم يكن المسلمون يعرفون بمثل هذا، وجاء بعض الناس ينقل الإسرائيليات في تعظيمها، حتى روى بعضهم عن كعب الأحبار، عند عبد الملك بن مروان، وعروة بن الزبير حاضر: “إن الله قال للصخرة: أنت عرشي الأدنى” فقال عروة: “يقول الله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) وأنت تقول إن الصخرة عرشه” وأمثال هذا. أ. هـ
ويقول بن تيمية في نفس الكتاب صفحة: (819، 920/2): ولا ريب أن الخلفاء الراشدين لم يبنوا هذه القبة، ولا كان الصحابة يعظمون الصخرة، ويتحرون الصلاة عندها، حتى ابن عمر رضي الله عنهما مع كونه كان يأتي من الحجاز إلى المسجد الأقصى، كان لا يأتي الصخرة. وذلك أنها كانت قبلة، ثم نسخت. وهي قبلة اليهود. فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص يوم السبت. وفي تخصيصها بالتعظيم مشابهة باليهود. وقد تقدم كلام العلماء في يوم السبت وعاشوراء ونحو ذلك.
وذكر الألباني في كتابه (مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من بدع) صفحة: (60) العديد من بدع زيارة مسجد القدس، ومنها قال: “الطواف بقبة الصخرة تشبها بالطواف بالكعبة. تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم، كالتمسح بها وتقبيلها، وسوق الغنم إليها لذبحها هناك، والتعريف بها عشية عرفة، والبناء عليها، وغير ذلك. زعمهم أن هناك على الصخرة أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وأثر عماماته، ومنهم من يظن أنها موضع قدم الرب سبحانه تعالى”.
ومما يثير الشك الشكك في حقيقة انتماء هذه الجماعة إلى الصليبيين، وولاءها سرا إلى اليهود؛ أن اسمها “فرسان معبد سليمان”، فكلمة “Templar” بمعنى “هيكل” أو “معبد” هي كلمة يهودية خالصة، على خلاف النصارى الذين يتخذون كنائس لهم، مما يشير إلى ازدواجية انتماءها إلى النصارى ظاهرا واليهود سرا، خاصة وأنها عرفت أيضا باسم ويعرفون أيضا باسم “الجنود الفقراء للمسيح، وفرسان معبد سليمان The Poor Fellow-Soldiers of Christ and of the Temple of Solomon“، وباللاتينية؛ “ Pauperes commilitones Christi Templique Solomonici. وهذا الاسم يحتمل دلالتين إما أنهم فقراء إلى المسيح عليه السلام، أو فقراء إلى مسيح الضلالة “الدجال”، لكن يحسم هذا الخلاف الشطر الثاني من اسمهم؛ أنهم فرسان معبد سليمان، والمفترض أن هذا المعبد سيكون مقر حكم المسيح الدجال، حسبما يعتقد اليهود، وهو يعدون له على قدم وساق، أي أنهم الجنود الفقراء إلى المسيح الدجال لعنه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *