لماذا تختار العيادة الاستشارية؟
أهمية وفوائد التشخيص الشرعي لأعراض الإصابة بالسحر والمس الشيطاني
تقديم خدمة التشخيص أو الاستشارة الهدف منها؛ تأمين خدمة شرعية على الكتاب والسنة توفر للمصاب ما يحتاجه من معلومات عن إصابته وكيفية علاجها بشكل شرعي وفعال، وسد الباب أمام السحرة والدجالين، حفاظا على الدين والتوحيد.
أغلب المصابين بالسحر والمس لا يدركون مدى أهمية ودور تشخيص الأعراض الحسية في تحديد مسلك العلاج الصحيح، ومدى تأثيره في التحفيف من معاناتهم، مما أدى إلى اكتفائهم بالتوجه لأحد الرقاة، ظنا منهم أن الرقية وحدها ستنهي معاناتهم، وتحقيق الشفاء المطلوب. لدرجة أن كثيرا منهم لا يلتفتون لتشخيص المعالج الشرعي، ولا يعيرونه أي قدر من الاهتمام، وبنفس القدر لا يبالون بتشخيص الدجالين.
البعض يصمون آذانهم عن أي كلام حول عالم الجن، ربما تولد لديهم الخوف من الموروث الشعبي عن عالم الجن، بما يحمله من قصص خرافية وتهاويل لا أساس لا سند لها من الشرع، ولا يستوعبها عقل. والحقيقة أن الخوف من المجهول والعوالم الغيبية أمر فطري في الإنسان، فقد استعاذت مريم عليها السلام بالله تعالى لما تمثل لها الملك بشرا سويا قال تعالى: ﴿قَالَتۡ إِنِّیۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِیࣰّا ١٨ قَالَ إِنَّمَاۤ أَنَا۠ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَـٰمࣰا زَكِیࣰّا﴾ [مريم ١٨-١٩] والسبب في استعاذتها بالله منه، أنه تمثل لها في صورة بشر سوي، فربما حسبته بشرا، لولا أن عرفها بنفسه أنه رسول ربها من الملائكة، فلم تميزه عن البشر، خاصة وأنها كانت تعرف هيئة الملائكة، فكانوا يتنزلون عليها، ويكلمونها من قبل، لقوله تعالى: ﴿إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَـٰمَرۡیَمُ إِنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةࣲ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ وَجِیهࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِینَ﴾ [آل عمران ٤٥]. وكذلك على كل مؤمن أن يستعيذ بالله عز وجل إن تعرض له شيطان الإنس والجن فقال تعالى: ﴿وَإِمَّا یَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ نَزۡغࣱ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [فصلت ٣٦]. أي يجب أن نهاجم الشيطان بما معنا من أسلحة شرعية، فلا نستسلم لتخويف الشياطين، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران ١٧٥] أي أن الخوف من الله عز وجل والاستعاذة به يبدد تخويف الشيطان من قلوب المؤمنين، فلا يتمكن الشيطان من تخويف أحد إلا أولياءه ومنهم السحرة.
والبعض الآخر لا تستوعب عقولهم أي معلومات عن عالم الجن والسحر، باعتباره عالم غيبي مجهول، وبالتالي يعدونها خرافات سخيفة لا تستحق الاهتمام. فيرفضون تلك المعلومات، حتى وإن كانت مدعومة بنصوص من الكتاب والسنة، ليس إنكارا للوحي، وإنما استنكارا لفهم النصوص، باعتبارها من منظورهم مجرد تأويلات فاسدة للنصوص، بينما يضعون لها تأويلات فاسدة تتفق وأهواءهم. ندرك من هذا أن سبب رفضهم التشخيص الشرعي تعارضه مع أهواء أنفسهم، استعلاء على الآخرين، واستكبارا على العلم والخبرة، وهذا يدل على العجب بالرأي، والتحقير من رأي الآخرين، وهذا يختصر في داء الحسد والنقمة.
على أية حال؛ أسباب الإعراض عن التشخيص كثيرة جدا، ولكن غالبا مصدر تلك المعتقدات الخرافية تولد من مزاعم وتهاويل بعض من خدعهم الدجالين والمرتزقة، وخروجا من إحساسهم بالخديعة نجدهم يزعمون كذبا أن فلان رقاهم، وفي دقائق صاروا في أحسن حال، وهو ما لم يحدث معهم، بدليل كثرة ترددهم على الرقاة بسبب استمرار معاناتهم. وكثير من هؤلاء المخرفين انطلى عليهم خداع الدجالين وحيلهم، بسبب انصرافهم عن تحكيم الشرع الحنيف، وتبلد عقولهم، فيسترون تجاربهم الفاشلة بسرد قصص وهمية، مما ترسخ لديهم من أوهام سرعان ما تتبدد أمام استمرار معاناتهم، فمن فرط لهفتهم على الشفاء يستسلمون لتصديق تلك الضلالات، والمزاعم الكاذبة، فتكون النتيجة التنقل بين الرقاة، ومدعي العلم، فإن لم يشفوا من أول جلسة انتقلوا لراق آخر.
والحقيقة أن الرقية مجرد سبب للشفاء، ومتوافق مع تشخيص الإصابة، فلا يمكن توظيف الرقية بشكل مناسب بدون تشخيص صحيح، وغاية في الدقة، ومبني على علم. فمن البديهي أن الرقية العشوائية، والمبنية على الظنون والتخمينات نادرا ما تحقق الهدف من الرقية، باعتبارها جزء رئيس في العلاج، مما يتسبب في اليأس والقنوط، وبالتالي الانصراف على العلاج الشرعي، والبحث عن طرق بديلة مرفوضة عقلا، فضلا عن كونها غير شرعية. كما قد يصل الأمر أحيانا إلى حد التشكيك في جدوى وتأثير الرقى، رغم أنها قد تكون من القرآن الكريم، وأحيانا أخرى الطعن في أمانة الرقاة، والتشكيك فيهم ورميهم بالأباطيل وظن السوء، فينصرفون عنهم ويتبعون السحرة والكهان والدجالين باعتبارهم يقدمون حلول سريعة، ونتائج فورية وملموسة، فأمثال هؤلاء لا يبحثون عن علاج شرعي، بقدر بحثهم عن حلول فورية وسريعة حتى وإن خالفت الشرع، فمثلهم كمثل قوم فرعون، قال تعالى: ﴿وَقِیلَ لِلنَّاسِ هَلۡ أَنتُم مُّجۡتَمِعُونَ ٣٩ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُوا۟ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبِینَ﴾ [الشعراء ٣٩-٤0]، فانتظروا من يغلب ليتبعوه، حتى وإن كان السحرة، فلم يقولوا لعلنا نتبع موسى إن كان على الحق.
كثير من الناس يسعون لإبطال السحر بسحر مثله، وهذا معتقد كاذب، وباطل يردده السحرة، كما افترى فرعون كذبا فزعم أن الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام سحرا، فقال فرعون من قوله تعالى: ﴿فَلَنَأۡتِیَنَّكَ بِسِحۡرࣲ مِّثۡلِهِۦ﴾ [طه ٥٨] ففي معتقده أن السحر يبطل سحرا. والحق يقال؛ أن السحر لا يبطل سحرا، وإنما يبطله الله عز وجل فقط لا غير، لقوله تعالى: ﴿فَلَمَّاۤ أَلۡقَوۡا۟ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَیُبۡطِلُهُۥۤ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ﴾ [يونس ٨١]، وإنما الساحر يحبس السحر الأول بسحر آخر أشد منه قوة يسمى [سحر حبس]، فتتوقف الأعراض مؤقتا ثم تعاود الظهور. فإذا أردنا علاج مصاب تعرض لأسحار الحبس بسبب تردده على السحرة، لزم المعالج الشرعي أن يعالج أسحار الحبس أولا قبل البدء في علاج المصاب من سحره الأصلي، وإلا فشل العلاج برمته. لأن أسحار الحبس ستتصدى للرقية بدلا من أن تصيب السحر الأصلي، وبالتالي لن يصيب العلاج هدفه، بسبب سوء التشخيص، والخطأ في تقدير الحالة، وبالتي اتباع خطة علاجية غير مناسبة.
فالتشخيص الشرعي من معالج شرعي، أو عالم شرعي متخصص، وإن كانت أعدادهم قليلة جدا، هو سبب قوي يحفظ على المسلم دينه، ويجنبه الوقوع في الشركيات والضلالات، والسلامة من الشرك والضلال هو في حد ذاته هدف منشود لكل مسلم تقي.
ولو صح الاكتفاء بالرقية وحدها بدون تشخيص صحيح لاكتفينا برقية موحدة لعلاج جميع حالات الإصابة بالسحر، وهو ما يخالف الثابت من السنة من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم تعدد الرقى فقال: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) [صحيح مسلم] فقال (رُقَاكُمْ) وقال (بالرُّقَى) بصيغة الجمع. والحق يقال؛ أن تنوع الرقى وتعددها، وكثرة تصانيفها ناتج عن تنوع الإصابات واختلافها، فكل حالة تناسبها رقية خاصة بها، تبعا لاختلاف التشخيص من حالة لأخرى.
كما أن التشخيص الصحيح مهمة “المعالج الشرعي” صاحب العلم والخبرة، بينما “الرقاة الشرعيين” وظيفتهم الرقية فقط، فهم غير مؤهلين علميا للتشخيص الصحيح (مهما طالت خبرتهم، ومدة مزاولتهم الرقية)، خاصة وأنهم عاجزون عن التشخيص، بدليل أنهم يعتمدون على توظيف الرقية لقياس ردود فعل الجن، فيتنقلون بين الرقى المختلفة، فإن لم تجدي هذه، فقد تجدي تلك. فغالبا ما يبني الرقاة تشخيصهم على الظنون والاحتمالات وفقا لظاهر الأعراض فقط، فيصيبون أحيانا، ويخطؤون كثيرا، باستثناء قليلا منهم، ممن طوروا من علمهم فصاروا معالجين أصحاب علم. كما أن الرقاة يعتقدون أن التشخيص هو مجرد معرفة نوع السحر، وهذا ليس تشخيص على الإطلاق، وإنما التشخيص يدخل فيه تحديد آلية عمل الشياطين، وطريقة تنفيذ السحر، وهذا يدخل في علوم كثيرة جدا.
بينما “المعالج الشرعي” هو طبيب روحي في مقام الطبيب البشري، وكلاهما يكمل عمل الآخر، حتى وإن لم يكن معترف بعلم علاج الأمراض الروحية أكاديميا لأسباب عديدة، من أهمها شيوع الخرافات الدجل والسحر، وإن كان هذا أدعى لتأسيس كليات متخصصة لتخريج علماء وأطباء متخصصين في علاج الأمراض الروحية. وإن كان علماء الشريعة يقرون وجود الأمراض الروحية بالإجماع، إلا أن الجهات الأكاديمية الإسلامية لم تسعى جادة لاتخاذ أي خطوات عملية لتدريس العلوم الجنية بشكل أكاديمي في الجامعات، وإنما تدرس (نظريا) فقط بغرض إثبات وجود الجن وصفاتهم لا أكثر، باعتبار الإيمان بوجود الجن يدرس ضمن علوم العقيدة، ولكن بدون دراسات ميدانية مقارنة، ووضع تطبيقيات عملية لعلاج السحر والمس الشيطاني. وإنما المعالج الشرعي يبني تشخيصه بناء على جهد علمي شخصي، من خلال جمع الملاحظات الحسية، وإجراء التجارب العملية وفق منهج علمي منضبط شرعا. لذلك يجب الاستعانة بمعالج شرعي للتشخيص والعلاج، وهو من يختار من يساعده من الرقاة، فوظيفة الراق متابعة تطبيق النظام العلاجي، الذي يضعه المعالج الشرعي وفق تشخيص علمي دقيق، وتنفيذ إرشاداته وتوجيهاته.
الباحث الشرعي
بهاء الدين شلبي
استشاري تشخيص وعلاج السحر والمس الشيطاني










أدعية مأثورة جامعة
-
Posted by
الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي
- 0 comments
مجموعة مختارة من أبحاث ودراسات الباحث الشرعي
بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي

بهاء الدين شلبي
باحث شرعي العلوم الجنية
استشاري علاج السحر والمس الشيطاني
_______ منذ 1992م _______
تواصل معنا
post@bahaaeddinshalaby.com
________________________________
تابعنا