الغناء والموسيقى وعلاقتهما بطقوس السحر
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
الجمعيات السرية في القرن العشرين .. الجزء الأول
– 08/01/2006 – ع
نيقولاي بوغلوليوبوف :
ترجمة: شاهر أحمد نصر
http://kassioun.org/index.php?d=30&id=115
الموسيقى
(السحر، والمخدرات، وموسيقا الروك):
من الصعب تقييم أهمية الموسيقى في المجتمع المعاصر.
يعبأ القسم الأكبر من وقت الراديو والتلفزيون بحفلات فرق الطرب، والمغنين ومجموعات الروك. لا يخلو أي وقت فراغ أو راحة لإنساننا المعاصر من سماع الموسيقى، والغناء، والرقص. ترافق الموسيقى حياة الكثيرين من الناس. لا يحصل ذلك مصادفة. لقد ضاقت السبل الضرورية لتحقيق ذلك التفريغ الانفعالي للضغط المتراكم على كاهل الإنسان في عصرنا الجاف، والمشبع بالعمل الذهني والتكنوقراطي، وتبقى الموسيقى إحدى المتنفسات المحدودة، لتلبية متطلبات المجال الروحي للإنسان.لقد حازت موسيقى الروك في وقتنا الراهن على شعبية خاصة (لموسيقى الروك في الوقت الحالي عدة اتجاهات. سنتطرق في مقالنا الحالي إلىتقييم أنواعها المتنوعة مثل: Heavy-Metal, Death-Metal, Black-Metale, وموسيقى الآلات)، والتي أصبح عدد المولعين بها وسط الشباب غير عادي. تتجاوز موسيقى الروك فئة الاستماع والتسلية، وتتعدى مهمة تفريغ الشحنات الحسية، لتصبح نمط حياة، تشكل وتصوغ نفسية وبسيكلولجيا الإنسان، وطريقة استيعابه للحياة والعلاقة بالعالم.

لقد تميز ظهور موسيقى الروك في خمسينات القرن العشرين بتنامي وفوران ظاهرة الانتحار. وفي الواقع ومع استفحال وباء الأمراض النفسية، التي حطمت تلك القيم والأخلاق، نمت المدعوة لتهييج وتشجيع وحماية النزعات الحيوانية الوحشية والبهيمية الخسيسة عند الإنسان. ولقد لامس ذلك المجال الودي الأليف والمرهف في الحياة. دشن وباء الروك بداية وباء الإدمان على المخدرات، وما سمي بالثورة الجنسية (السيكس)، وانتصار الخلاعة والشبق والتهتك.

طرح مصطلح “الروك ـ رويل” أحد فناجرة الديسكو المدعو كليفليند. تفصح هذه التسمية عن حركتي الجسم الإنساني أثناء العملية الجنسية، وهي مأخوذة من غيتوات الأمريكان من أصل أفريقي.

ظهر نمط موسيقى الديسكو (الرقص على أنغام الروك ـ رويل) في نيويورك في عام 1973 في أوساط اللوطيين الأمريكان. لم يكن بإمكان أحد في ذلك الزمان أن يدخل إلى الديسكو، إن لم يكن عضواً في نادي المستمتعين. يعد عام 1977 ذروة تطور نوادي الديسكو (عرفت في حينه بالدسكوتيك). لقد ازداد عدد هذه الفعاليات من مئات النوادي إلى 18 ألف نادٍ. تضع ظاهرة الديسكو الشاذة أمامها، كما يرى مناصروها، هدفاً محدداً: إتاحة فرصة المعايشة النقية “للحواس الساقطة والدنيئة” في فضاء الدعارة العامة وموسيقى الروك. يستطيع كل واحد هنا أن يعلن من دون أي خجل عن أحاسيسه الجنسية المزدوجة، وأن يمارس الدعارة من دون أدنى شعور بالذنب نتيجة الانحراف الجنسي.

يدين نوع الروك المسمى بـ بانكي روك، الذي لاقى انتشاراً واسعاً وشعبية عريضة في عام 1985، يدين باسمه إلى الكلمة الإنكليزية “بانك”، التي كانوا في إنكلترا يدعون بها العاهر من الجنسين، والدلالة اللاحقة لهذه التسمية هي الحثالة. يتلخص هدف وفلسفة هذا التيار في قيادة القاعة والمستمعين المتواجدين فيها إلى حالة الاغتصاب الجماعي، وإلى القيام بالجرائم المتسلسلة، والانتحار. وتمتاز حفلات البانك، وتخلق المناخ والظروف الملائمة لتلك التصرفات مثل: أن يتم، على سبيل المثال، جرح الشريك في الحفلة بشفرة حلاقة مثبتة في سروال الجنس أو في القميص، ومن ثم ضرب الجريح ضرباً مبرحاً بسوار، مغلف بالمسننات الحادة.
كما نلاحظ مما سبق فإنّ الخلاعة والتهتك، والانحلال الجنسي، وتحطيم القيم الأخلاقية العليا للمبادئ المسيحية، تكمن في طبيعة ظاهرة الروك.
تتصف جميع أنواع الروك من مختلف الاتجاهات بشكل عام بحركات إيقاعية تدعى بالبت. إيقاع البت ـ هو نبضات متواصلة متكررة ممزوجة مع إيقاعات قصيرة، ناتجة عن قرع الطبل، والغيتار ذي صوت الباص، وهذا ما يميز موسيقى الروك. يهيج الإيقاع في حالة ما يسمى بـ”الروك الصارم (القاسي)” الغرائز الجنسية. أما “الروك الكاوي (الحاد)” فيمتاز بتسريع ردات فعل الجملة العصبية والدماغ الناجمة عن مختلف الهلوسات التي تسببها المخدرات. يهيج “الروك الشنيع” بقوة الغرائز المرتبطة بالعدوانية، والعنف والاغتصاب، والمرد. يلعب الغيتار ذو المفتاح باص أهمية كبيرة في مجموعات الديسكو من نوع Heavy-Metal. لأن “الباص” يؤثر بقوة على مركز الدماغ المسؤول عن المشاعر في مجال الجنس والعنف. لذلك يبقى عازف الغيتار في جميع فرق الـ Heavy-Metal كقاعدة عامة هو العازف الرئيس الحاذق الذي يستطيع الاستيلاء على الجمهور وإيصاله إلى حالة النشوة الاستثنائية القصوى. للروك “الشيطاني” توجه صوفي حيال قوى العتمة بفضل رسائل اللاشعور وما تحت الوعي التي يتضمنها نصه.
تدخل الكلمات التي يتم تكرارها في الغناء في اللاوعي، وتبدأ تعمل بشكل ذاتي، توقظ الشعور وتهيجه باتجاه أفعال وتصرفات محددة. كما أن سماع الإيقاعات نفسها بشكل مستمر يوجه الإنسان باتجاه موجة حسية وتوتر الطاقة.
لقد أعطوا الموسيقى أهمية كبيرة منذ القدم. فمن جهة نحن نتعرف في التوراة على السيرافيم، والهيروفيم التي ترنم بها الإله، وعلى الترانيم الإلهية، وعلى داوود الذي روض وأخمد الروح الشريرة بعزفه على السنطور، وعلى الترانيم والتعاويذ كجزء لازم وضروري في طقوس عبادة الله في العهد القديم.
ومن جهة ثانية يعد مخترع الآلات الموسيقية والروحية أحد أهم أحفاد كوهين ـ يوفال: “الذي يعد أباً لجميع العازفين على النساطير والمزامير” (انظر سفر التكوين: 4، 21).
تم اختراع الموسيقى الصامتة حسب شرح وتفسير الآباء المقدسين من قبل يوفال تلبية واستجابة لحواسه، وعواطفه، وشغفه الحماسي كبديل، يساعد على نسيان عالم الله الخير والمبارك، والترانيم الملائكية، وعالم السعادة والهناء ـ الذي هبط منه الإنسان المذنب، ابن الخطيئة. أي توارث جميع أحفاد كوهين هدفاً واحداً: إقامة مملكة الإله على الأرض من غير الله.

يتطابق السحر والشعوذة في العهد القديم مع السحر والشعوذة الأفريقية، والشامان (السحر) السيبيري في عصرنا الراهن، أثبتت ذاتها بمساعدة أنواع خاصة من الموسيقى والوسائل المخدرة التي تقود الإنسان إلى حالة من الهيجان الجنوني، والتي يتم اتصال من يقع فيها مع الروح الساقطة، ويحصل منها على المساعدة الضرورية وعلى الرعاية والحماية. يصف الباحث الوطني المعروف آ.ي. مازين عرض جمع الأرواح، الذي يقوم به الشامان (الساحر السيبيري) قبل بدء حملته، على النحو التالي: “قام الشامان في البداية بالطرق على الدف طرقات بطيئة هادئة خفيفة، التي أخذت تتسارع بالتدريج، وتسارع إيقاعها حتى وصل إلى درجة القرع الشديد الذي يشبه أصوات المعركة. عندئذ يرتعش الشامان ويرتجف، ويهتز، ويصدر صوت زعيق طويلاً مستمراً يشبه العواء، مقلداً زمجرة وزئير الوحش عند مطاردته. وتأخذ الحلى والأدوات المعلقة على ثيابه تصدر الأصوات والضجيج. من ثم يأخذ إيقاع الدف يتباطأ، ويكرر العرض السابق من جديد. بعدئذ يصبح إيقاع الدف أكثر هدوءاً ويبدأ الغناء.
ويبين الباحث الآخر حول الشامان السيبيري ي.س. نوفيك كيف بدأ الشامان أثناء الحملة الاستعراضية: “يطرق بعنف على الدف الذي أعطاه إياه مساعده وبدأ يدور كالذئب الذي فقد عقله”. بعدئذ “…يخرج الشامان إلى الشارع ليدخل إلي كيانه روحه الرئيسية ـ المساعدة.”
After the preparations the shaman’s dance is starting. Djebi is trying to reach a state of trance to get in touch with the ghosts who’ll hopefully tell him, what illness the girl is suffering from and what cure can be found.
Preparing the ritual takes several hours. The good ghosts have to be appeased with sacrifices on the house altar, the bad ones held away from the ceremony by painting the ritual drum which magical signs and burning a secret mix of herbs
من المعلوم، أنّ السحرة الأفارقة يستخدمون أيضاً بشكل واسع إيقاعاً محدداً للطبول، للولوج في تلك الحالة التي تسمح بالاتصال مع عالم الغيب. وكثيراً ما يستخدمون في مثل هذه الحالات أنواعاً مختلفة من المواد المخدرة. فعلى سبيل المثال في معبد بودو: “…كثيراً ما قام المشعوذون بحركات تذكر بحركات الشامان السيبيريين، قبل التنبؤ أوصلوا أنفسهم إلى حالة الاتصال بعالم الغيب بمساعدة نوع ثقيل من سجائر التبغ الممزوج بكثير من الخلائط، والعقاقير المخدرة المحضرة لهذه الغاية. وتؤل التنبؤات والتوقعات المترافقة مع الصراخ والزعيق بأنّها نابعة من القوى العليا أو أي كاهن آخر.”

ومن المعلوم أيضاً أنّ السحرة السيبيرون يتناولون المواد المخدرة قبل البدء بعملهم، تلك المواد المحضرة من البلادونا (نبات ست الحسن) والمخمور (نوع من الفطور السامة) الممزوجة بالتبغ كقاعدة عامة. “يأخذ الشامان نفساً من الغليون. هذا يعني أنّ الشامان يأخذ “مؤونته” الاحتياطية في مواجهة الروح الغيبية وروح المساعدين. يفترض أنّ روح السحرة تحل في الشامان وستستمتع وتسلطن بالدخان”.
تبين البحوث العلمية المعاصرة لعالم الطب الدكتور س. غروف أن الإنسان وتحت تأثير المخدرات خاصة من نوع ل.س.د. يعيش “… حالة من الرحلة الداخلية الخيالية والفانتزيا عبر لاوعيه الذاتي وما فوق الوعي والشعور”. أي يتقابل مع عالم الغيب الذي لا يراه في الحالة العادية. ولقد برهن هذا العالم صحة هذه الحالة في نصوص علمية كثيرة.
كل ما قيل أعلاه يشهد على أنّ الموسيقى من النمط المحدد والمواد المخدرة تساعد على فتح الحالة النفسية للإنسان لمقابلة العالم غير المرئي والأرواح الساقطة.
لنعد الآن إلى موسيقى الروك، وخاصة إلى أنواعها المتعددة مثل “المعدن الثقيل، الأسود المميت”، ومن الضروري التأكيد على أنّ أغلب ألحان وإيقاعات هذا التيار مأخوذة مباشرة من تجربة المشعوذين والسحرة الأفارقة.
أي إنّ الإنسان يُدخل بمساعدة تيارات محددة من الروك إلى حالة شبيهة بتلك الحالة التي يتصل فيها المشعوذون والسحرة الأفارقة والشامان السيبيرون مع عالم الأرواح الساقطة.
فالروك كما يتبين موسيقى ذات تأثير قوي على الحالة النفسية والبدنية للإنسان. وكما يبين الباحث المشهور في ظاهرة الروك ـ رويل جان بول ريجيمبال: “تتلخص قوة الروك في النبضات المتقطعة، والإيقاعات، التي تسبب ردود فعل نفسية ـ مادية عند جسم الإنسان، قادرة على التأثير على مختلف أعضاء الجسم (خاصة إيقاع البت، يمكن أن يسبب تسريع في نبضات القلب والزيادة في إفراز الأدرينالين، وكذلك تهييج المجال الجنسي).” إذا كان الإيقاع على سبيل المثال يتعدى الضربتين في الثانية، ويترافق مع الضغط الهائل للترددات الدنيا (15-30) هيرتس، فإن بمقدوره أن يسبب النشوة والتهيج عند الإنسان. يقع المستمعون لمثل هذا الإيقاع بمعدل ضربتين في الثانية، ولنفس التردد، يقعون في حالة التواصل عبر الرقص، القريب من التخدير.”
تعمل فرق الروك المعاصرة في المجالات ما بين 80 الف هيرتز وحتى 20 بل وأدنى من ذلك. تصل شدة الصوت إلى 120 ديسيبل، علماً بأنّ سمع الإنسان مبني على سماع شدة متوسطة تعادل 55 ديسيبل. إنّه اقتحام كامل وسيطرة على مجمل الشخصية، ويوجه بطريقة قيصرية طرق الأعصاب السمعية. حصلت حالات عندما سببت الترددات المتدنية أو العالية بإعطاب المخ. ولوحظ في حفلات الروك العديد من الرضوض الناجمة عن الصوت، واللفحات أو الحروق الصوتية، وفقدان السمع والذاكرة.
كما أن الإضاءة التكنيكية للروك ليست بلا ضرر، والتي تدعى بإنارة الستربوسكوب (تسمح معدات ـ الستربوسكوب ـ بمساعدة أسلوب التقطع ـ المتحكم به للأشعة الضوئية بمراقبة الجسم المتحرك بسرعة بوتائر بطيئة). يمكن بمساعدة هذا الجهاز، حسب الرغبة، تسريع تتالي الضوء والعتمة، مما يقود إلى الإضعاف الكبير لحواس التركيز، والمقدرة على التركيز والتبصر، ويؤثر على سرعة ردات الفعل والاستجابة. تبدأ ومضات الضوء عند سرعة محددة بالتفاعل مع موجات ـ ألفا الصادرة عن الدماغ، التي تتحكم بالمقدرة على تركيز الانتباه. مع الزيادة اللاحقة للتردد يفقد الإنسان كل إمكانية للتحكم. تؤكد مجموعة بوب ليرسن الطبية بشكل قطعي على أنّ: “الترددات الدنيا للاهتزازات الناجمة عن إيقاعات الغيتار ـ باص، والتي يضاف إليها الآثار الإضافية لإيقاع البت، تؤثر بشكل كبير على سائل النخاع الشوكي. ويؤثر هذا السائل بدوره على الغدة الدرقية، التي تنظم أسرار الهرمونيا والتناسق في الجسم. نتيجة لذلك يجري خرق توازن هرمونيا وتناسق الغدد الجنسية والكظرية، فتهبط مختلف وظائف التحكم العصبي إلى ما دون عتبة التحمل أو تخرج من العمل.” يتعلق استقبال الإيقاع الموسيقي بوظائف جهاز السمع. أما تواتر إشعاعات الضوء الباهر، المتعاقبة الواحدة وراء الأخرى بالتناغم مع إيقاع الموسيقى، تحفز وتنشط الآليات المرتبطة بظواهر الهلوسة، ودوار الرأس، والإقياء. إلاّ أنّ التأثير الأساسي موجه إلى المخ ومبرمج ليضغط على الوعي، بشكل يعادل تلك الحالة التي تشبه التخدير. يستولي الإيقاع السائد في البداية على مركز الحركة في الدماغ، من ثم يهيج بعض وظائف التناسق والتوازن في المنظومة الهرمونية.
من غير الممكن التخلص من تأثير الروك خلال فترة طويلة، ومن غير الممكن عدم الحصول على عطب نفسي ـ انفعالي عميق بفعله. ونتيجة لذلك تظهر ملامح فقدان السيطرة على إمكانية التركيز؛ وتضعف المقدرة على التحكم بالنشاط الذهني والإرادة، تقود نفحة وسورة الجموح والتهور إلى الانهيار، والتدمير، والعصيان، والتمرد، خاصة وسط الحشود الغفيرة. يفقد الإنسان، في هذه الحشود الواقعة تحت تأثير الانفعالات النفسية، والتي تعززها آثار الروك التي تحدثنا عنها سابقاً، (يفقد) الخصال الفردية، ويحوله الروك إلى جزء من آلة تقودها مصادر شيطانية.
لقد أثبت العلماء الروس، على سبيل المثال، ما يلي: ينسى طالب الصف السابع، بعد 10 دقائق من سماع موسيقى الروك، جدول الضرب. ولقد سأل الصحفيون اليابانيون بشكل عشوائي المشاهدين في إحدى صالات الروك في طوكيو، ثلاثة أسئلة بسيطة: ما أسمك؟ أين أنت موجود الآن؟ ما هو العام الحالي. ولم يجب أحد من الذين وجهت الأسئلة إليهم عليها.
لقد أخذت تلاحظ حالات إغماء بين الشباب المتواجدين في نهاية الأربعينات في حفلات فرينك سناترا، ولاحقاً ـ إيفلس بريسلي وفرقة “البيلز”. واليوم، كما يبين يو. سكوروخودوف أصبحت تلك ظاهرة مألوفة: فيناوب بشكل دائم الأطباء، ومتطوعو الصليب الأحمر أثناء إقامة حفلات فرقة “نيو كيدز” على سبيل المثال. قام الأطباء الألمان بالمعالجة الدقيقة لأربعين “متعصباً”، من “فاقدي الوعي” أثناء حفلة واحدة من حفلات “نيو كيدز” (تواجد في الصالة 400 إنسان، أي أغشي على واحد من عشرة من الموجودين!). وتبين أنّ 40% من ضحايا الموسيقى “العنيفة” فقدوا الوعي (جميعهن كانوا من النساء)، أما الـ 60% الباقون فقد لوحظ لديهم توتر في منظومة الدورة الدموية، وبقوا في حالة وعي متكدرة.
تصل حدة الصوت وتردده في حفلات الروك المعاصرة إلى قوة مدمرة، فلقد انهار جسر خشبي في عام 1979 أثناء قيام بول ماكارتين بحفلته في فينيسيا، واستطاعت فرقة “بينك فلويد” من تدمير جسر في اسكتلندا. توجد “مأثرة” موثقة أخرى تعود لهذه الفرقة: لقد سببت الحفلة التي نظمتها في الهواء الطلق، بأن يطفو السمك المصروع على سطح مياه البحيرة المجاورة.
كما نرى تترك موسيقى الروك آثاراً مدمرة على شخصية الإنسان. ليس مصادفة أن يكون العديد من عازفي ومغنيي الروك من متناولي المخدرات وحتى شياطين علنيين. إنّ العديدين منهم، يقعون في حالة من الهيجان، ويفقدون السيطرة على سلوكهم وتصرفاتهم أمام الجمهور. ينزعون سروايلهم ويمطرون الجمهور بالبول من على المنصة، ويظهرون مؤخراتهم للملايين المحتشدين لسماع الموسيقى. وهذه الحالات ليست فردية على الإطلاق. فلقد مزق، على سبيل المثال، مغني الروك المشهور أوزي أزبورين من فرقة “Black Sabbath” عصفوراً حياً بأسنانه تحت نظر الجمهور، عندما وصل إلى حالة الجنون.لقد قام العازفون في فرقة “KISS” مراراً أثناء عزفهم بتحطيم التجهيزات، وكسر المعدات والأدوات الموسيقية، وعرضوا أعضاءهم الجنسية أمام الجمهور. كما ألقى إليس كوبر بثعبان في الصالة، وفي طقوس السحر تصنع حالة الإعدام شنقاً، ولعب بقدر مليء بدم الحيوان، وبأحشاء الحيوانات، وقذفها في الصالة دون سابق إنذار.
ويشهد موسيقيو الروك أنفسهم بأنّه كثيراً ما تهبط عليهم خلال الحفل قوة ما، تشل إرادتهم وتوجه تصرفاتهم. وكثيراً ما يعد موسيقيو الروك خدماً واعين لجهنم، وأعضاء في كنيسة الشياطين. إليكم شهادة إيلس كوبر: “لقد حضرت منذ سنوات عديدة خلت جلسة استحضار الأرواح، في التي ناشد نورمان باكي “الروح” أن تستجيب. وأخيراً ظهرت الروح وتحدثت معي. لقد وعدتني ووعدت فرقتي الموسيقية بالمجد، وسلطة السيطرة على العالم بواسطة موسيقى الروك، وبالغنى غير المسبوق. وطلبت مني أمراً وحيداً ـ أن أسلمها جسدي. مقابل امتلاك جسدي أصبحت مشهوراً في العالم أجمع. وللوصول إلى هذه الغاية أعتمدت الاسم الذي عرّف “هو” عن نفسه به أثناء الجلسة” هكذا حصل فينيست فونير الاسم المستعار إليس كوبير ـ للساحرة الشمطاء، التي كانت قد ماتت منذ قرن ماضٍ من الزمان. لقد اختص بمدح كافة أشكال الإنحراف والشواذ. واشتهر ألبومه “إليس كوبير يذهب إلى الحجيم”. اعتبر ماك جاكر من فرقة “رولنيغ ستونز” نفسه “تجسيداً لليوتسيفرا”. وتؤكد ذلك بوضوح أغانيه الثلاث: “احتراماً للشيطان”، و”جلالة الإبليس”، و”تعويذة لأخي الجني”. لقد قال جون لينون الذي شارك في جولة الفنانين في المانيا عام 1962، قال لتوني شيريدن في نادي هامبورغ القديم: “أنا أعلم أن فرقة بيتلز ستحقق نجاحاً لم تعرفه أية فرقة من فرقنا. أعلم ذلك لأنني بعت روحي للساحر لمعرفة ذلك”.
يعترف أوزي أوزبورن من فرقة “بليك سابات”، بأنّه ألفّ وكتب الموسيقى دائماً وهو في حالة تواصل شاذة. درست هذه الفرقة كل فروع وصنوف العلم بالغيب والسحر والشعوذة، ابتداءاً من “المهمة السوداء” وانتهاء بتقديم الضحايا البشرية. تضم الألبومات التي أصدرتها العديد من رموز عالم الغيب والسحر، فالرقم 666 على سبيل لمثال، يتعلق بمعاداة المسيح.
صرح إلتون جون أنّه لم يؤلف ولم يغنِ أية أغنية لم تكن قد كتبت على لسان السحرة والجن (“وراء الطريق الرخامي الأصفر”). ونتيجة لذلك تبقى بعض أغانيه غير مفهومة بالنسبة للحضور غير المتنور. وينسحب ذلك على أغنية “سلم إلى السماء” لفرقة “ليد زيبيلين”. تزين المنصة خلال حفلات موسيقى الروك بالرموز الشيطانية، وبالنجوم الخماسية، والدخان، والنار، ويرسم الصليب المقلوب رأساً على عقب على لباس العازفين والمغنين، وغير ذلك مما يرمز ويشهد لصالح من يعمل ويخدم هؤلاء الموسيقيون. إنّ رفع الأيدي إلى الأعلى، مع راحة مضغوطة في قبضة اليد، يبرز منها الخنصر ممدوداً إلى الأمام ترمز إلى الشيطان، الذي يتعبده ويدعو إليه (بإرادة أو من دون أرادة) من يقوم بتلك الحركات. وكما أنّ علامة الصليب ترمز إلى الإيمان وعبادة المسيح، فإنّ رموز موسيقى الروك المبينة أعلاه تدل على عبادة الأرواح الساقطة.
بدءاً من عام 1980 أخذت مغلفات أسطوانت موسيقى الروك بدرجة أوسع فأوسع “تزين” برموز وتعاليم شيطانية فاضحة. مثلاً يمكن أن يرسم عليه رأس تيس، التي طالما رمزت وعبرت عن شخصية الشيطان. كما يمكننا غالباً مشاهدة رسم مثلث مقلوب، الذي يرمز في عالم السحر إلى الشيطان، كما تصادف غالباً على المغلفات نجوم خماسية الرؤوس ـ التي ترمز إلى ليوتسفر، الأهرامات ترمز إلى الرموز المصرية والقدرة الكونية والفضائية، ومكان الاتصال بالعالم الخارق والأرواح الساقطة، أما المثلث ذو العين المغلقة في أعلى الهرم ـ فيعني عين الشيطان، الذي يرى، حسب زعمهم، كل ما يجري في العالم. كما نجد الدائرة السحرية ـ التي تتشكل عند تأدية الطقوس السحرية، والعدد 666 أو مقلوبه 999 ـ على صور الأغلفة. لا يأبه مصممو أغلفة أسطوانات موسيقى الروك من مناظر العري والغلاعة والتهتك، والرموز الجنسية، وجميع أنواع التهيج، ولوحات التضحية بالبشر، والقداديس السوداء ولوحات تصور جهنم التي تفسح المجال لـ ليوتسيفرليقوم بجرائمه السود عبر توزيع مثل هذه الأغلفة الخاصة بالأسطوانات، التي تترك أثراً فظيعاً على نفسية الإنسان وتصوغ ذوقه وتوجهات مشاعره وإرادته.
إنّ تفجير العنف والاغتصاب والتمرد أثناء حفلات الروك أو خلال الاستماع إلى موسيقى الروك في محلات الديسكوتيك، تشهد أيضاً على الطابع الغيبي الغريب لهذه الموسيقى. ففي عام 1965، على سبيل المثال، قتل ودهس في حفل “البيتز” في الولايات المتحدة الأمريكية 100 إنسان، أما في عام 1981 وفي حفل “زي هو” في الولايات المتحدة الأمريكية قتل 11 وجرح 42 إنساناً. كما جرح في مولبين في مهرجان موسيقى الروك حوالي 1000 إنسان. وفي عام 1988 في حفل “غانس وروزوس” في مهرجان “كنائس الروك” في دونيغتون دهس اثنان موتاً، وبعد ست سنوات ـ وقع جرحى من جديد بين الجمهور في حفل أيس كيوب في مدينة غلازغو. وفي عام 1994 ذاته ـ سجلت وفاة متفرج نتيجة الضرب على رأسه خلال الحفل الذي أقيم في كينت من قبل فرقة “موتورهيد”.
إن نجوم موسيقى الروك كعبدة للشيطان، هم في الوقت نفسه معبودو الكثيرين من الشباب، يعطلون ويفسدون أحوالهم النفسية، وروحهم، ويجرونهم خلفهم إلى الهاوية والحضيض.
يبحث الموسيقيون من تيار Death Metal، حسب المعلومات التي نشرتها صحيفة “شبيغل”، عن علاقات مع القوميين الجدد، وخاصة مع المنظمات القومية العنصرية “الحركة الأمريكية البيضاء”، ويطعمون التنظيمات الشيطانية بالفاشيين. لقد دخل بعض موسيقيي الروك إلى السجن بسبب الجرائم التي اقترفوها. فهذا على سبيل المثال كريستيان فيكرنيس من نجوم Death Metal يقضي عقوبة السجن المؤبد. إنّه متهم بـ: انتهاك حرمة المقابر، وحيازة المتفجرات بشكل غير شرعي، وحرق وقتل. كما أنّ العديد من موسيقيي الروك غير المعروفين شاركوا في حرق الكنائس، وفي الهجوم على المقابر وانتهاك حرماتها. ففي صيف عام 1994 حصلت انفجارات في عدة كنائس في هنغاريا، وجدت الشرطة في مكان الجريمة عدة منشورات موقعة باسم “Satan Rainbow Society’
تؤثر موسيقى الروك ليس فقط على الحضور، بل وعلى متابعيها ايضاً.
خلال عشرات السنين، حسب معطيات الباحث الألماني يان فان هيلزينغا، يجري التأثير على المستمعين بواسطة “تمويه الطنين المرتد”، والطنين عالي مركبات التردد، وطقوس السحر.
يتم ذلك على النحو التالي. عند تسجيل حفلة فرقة موسيقى الروك، يتم تسجيل أصوات خاصة مع الموسيقى الخاصة بالمستمعين، وتكون تلك الأصوات عالية جداً (أصوات ما فوق السمع ـ تشبه الصفير العالي الخاص بالكلاب)، التي لا يمكن للأذن أن تستقبلها، وعلى الرغم من ذلك تترك أثراً على لاوعي الإنسان (وسائط تصعيدية). في تلك الحالة التي يتعرض فيها الدماغ خلال فترة مستمرة إلى تأثير يشبه الإشارة الصوتية أو الإنذار، تحصل فيه تفاعلات كيمائية ـ بيولوجية، تشبه تلك التي تسببها إبرة المورفين، وهذا ما تشير إليه تسمية هذه الإشارات “إندرفين” (التخدير الطبيعي).
تسبب هذه التفاعلات تاثيراً مزدوجاً: شعور غير عادي بشيء ما لطيف وتهييج عمليات الدماغ. تسمح هذه الفعالية المضخمة للدماغ في التقبل الواضح للإشارات والاتصالات اللاشعورية، خاصة إذا، حصلت في طقس من طقوس السحر. تتحول هنا إلى برنامج يجب تنفيذه. عند استخدام عملية “تمويه الطنين المرتد” يجري تسجيل الإشارات وفق تسلسل عكسي وبهذا الشكل يتم إدخالها في اللاوعي. تصبح هذه الإشارات مسموعة في حال الاستماع إلى الموسيقى المسجلة في الاتجاه المعاكس، وهذا يشبه قراءة الكلمات المكتوبة عكسياً بواسطة المرآة. بينت الأبحاث التي أجريت في هذا المجال، أنّ اللاوعي يمكن أن يلتقط العبارة بشكل معكوس، ومن ثم فك شيفرة ورموز الرسالة الصوتية، حتى ولو جرى التعبير عنها بلغة غير معروفة من قبل الحضور”.
إليكم بعض الأمثلة على ذلك:
فرقة “الكييز” (التي تفكك رموزها على النحو التالي: “الملك خادم الشيطان”). اسم الأغنية: إله الرعد. الرسالة: “إبليس هو ـ الله”.
مادونا. الأغنية: كالعذراء. الرسالة: أنا أتغلغل في الإثم والخطيئة.
كفين. الأغنية: قليل من الجنون يدعى “الحب”. الرسالة: كل ما أريده هو، السحر والشعوذة!
البوليس. الأغنية: كل ما تقوم به، سحر. الرسالة: القوة عند الأشرار.
رولينغ ستونز. الأغنية: القمة. الرسالة: أنا أحبك، هذا ما يقوله إبليس.
البرنس. الأغنية: المطر العاصف. الرسالة: كان من الضروري تفجير السماء منذ زمن.
البيلتز. الأغنية: الثورة رقم 9. الرسالة: باشر بتدخين الماريخوانا، وخذني بدل المرحوم (عبدة الشياطين، يخافون من اسم يسوع المسيح، ويدعونه بالمرحوم). تسمع في الأسطوانة المسجلة بين الدور 7و13 عبارة “Number9” (رقم تسعة)، وتكرر 12 مرة. وفي حال سماعها في الاتجاه المعاكس تعطي ـ “turn me on, dead men” (امنحني المتعة الجنسية أيها الرجل الميت).
تحتوي أغنية “متى وصلت الكهرباء إلى أركانزاس” لفرقة “بليك أوك أركانزاس”، التي جرى تسجيلها من على المنصة، تحتوي على مقطع ـ عبارة عن سرد لكلمات ليس لها معنى، يقوم جميع أعضاء الفرقة بعوائها. وعندما يتم سماع التسجيل في الاتجاه المعاكس يتم فك رموز ومحتوى هذا المقطع: “الشيطان… الشيطان… الشيطان ـ هو الله ـ هو الله ـ هو الله” وتختتم بضحك شيطاني.
بعد الموجة الأولى من رسائلهم اللاشعورية، أخذ مؤلفو الروك يعلنون عن نزعاتهم الشيطانية بصراحة. إليكم مقطع من أغنية فرقة البانك “كيندي الميت”، المعنونة بـ “أنا أقتل الأطفال”: قال الإله بأن أسلخ جلد رأسك، أنا أقتل الأطفال، أحب أن أراهم ميتين. أنا أجبر أمهاتهم على الندب والبكاء والعويل. أدهسهم بالسيارات، أريد أن أسمع زعيقهم…” تمجد فرقة الروك القاسي AC/DC ـ المعادية للمسيح (الموت للمسيح) ـ تمجد أجراس الجحيم في أغنيتها “أجراس الجحيم”: “…أخذت أجراسي وسآخذك إلى الجحيم، سأقطعك، ويقطعك الشيطان‍! أجراس الجحيم، نعم! أجراس الجحيم!”
يستخدم عبدة الشياطين فضلاً عن الوسائل المذكورة أعلاه، السحر أيضاً، للتأثير على المستمعين .
وكما تبين أبحاث إيان فان خيلزينغ الذي سبق وتحدثنا عنه: يستخدم السحر في صناعة أسطوانات أجهزة الستريو، وفي الأشرطة والأقراص الموسيقة.
كما يسمي جون تود عضو الجمعيات الغيبية المسماة الإليوميناتيين (النورانيين)، جمعيته ليوتسفير، التي تستخدم كل الوسائل المتاحة لبسط سيطرتها على العالم.
إنّ الهدف الرئيسي لجمعية الإليوميناتيين (النورانيين) هو السيطرة على وعي الشباب، لأنّه وكما قال هيتلر، “من يمتلك الشباب يمتلك المستقبل”.
ترأس جون تود الاحتكار الكبير للشركات التي تنتج أسطوانات الستريو لجميع منظمات وحفلات الفنانين في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعرف هذا الاحتكار باسم“ZODIACO PRODUCTIONS” .
كل قالب أسطوانات (كأنّه نسخة أصلية)، حسب كلامه، عن الأسطوانة المستقلة، أي الموسيقى الكلاسيكية، وموسيقى الروك، والموسيقى الراقصة، والديسكو، والأغاني الشعبية… بالمختصر أي نوع من أنواع الموسيقى( وليس موسيقى الروك، والهيفي ميتال)، يتم تطعيمه بالتعاويذ عن طريق الطقس السحري الأسود للرقم 13 ثلاثة عشر من قبل أناس جمعوا لهذه الغاية…” ولا ينسى ذكر الجن.
يتم ذلك انطلاقاً ليس من تصورات واعبتارات مالية، بل للتحكم بالروح الإنسانية. يجري التأثير هنا على كل مستمع. لأنكم عندما تشترون أو تقتنون ألبوم أسطوانات بهذه الطريقة من الأسطوانات الساحرة للعقل، فإنّكم بدرجة ما تسلطون على أنفسكم السحرة والجن والشياطين، المتعلقة بهذا الإنتاج. لهذا السبب ليس مستغرباً أن نرى في صالة موسيقى الروك ظهور تأثير الجن والشياطين على شكل التهيج، والميل إلى التمرد، والكلام البذيء، والخلاعة والتهتك، والميل إلى الانتحار. وحسب شهادة ج.ب. ريجيمبالي: “… لا يوجد ساحر واحد أو موسيقي روك واحد استطاع العودة أو الحصول على الحرية من دون أن يدمر مسبقاً كل الأسطوانات الموجودة لديه التي سجلت عليها موسيقى الروك، وأن يقطع جميع علاقاته مع السحر”.
من الملفت للانتباه أنّ دافيد كروسبي، وناتان يانغ، وكريخم نيش، بالمختصر جميع المنتجين المهمين لموسيقى الروك رويل أعضاء في كنيسة الشيطان. كما أنّ أكبر شركات إنتاج الأسطوانات في الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بكنيسة الشيطان، التي يقف خلفها أغنى أغنياء العالم.
تفرعت عن شركة زوديكو لاحقاً المؤسسة الثانية الواقعة في كاليفورنيا والتي تدعى “ماراناتا”.
بتلخص هدف ومغزى هذا المشروع في جذب وتوحيد جميع الشبان المسيحيين. ولهذه الغاية بالتحديد تم اختيار فرق ذات سمعة إيجابية، ونصوص إيجابية، إلاّ أنّه تم إمداد مسجلي الصوت برسائل تدميرية وشيطانية. كانت أوبرا موسيقى الروك “يسوع المسيح ـ سوبر ستار”، هي أول مشروع من هذا النوع.
ليس مصادفة أن يتعرف عبدة الشيطان في روسيا بعضهم على بعض من خلال الإعلانات في الصحف، مثل: “أجمع معلومات حول فرق “المعدن الثقيل”، أو”أعلن عن رغبتي في تبادل أسطوانات موسيقى الروك”، وما شابه.

تعد موسيقى الروك القاسي أحد الخلفيات اللازمة لتلاقي عبدة الشياطين. وكما تبين صراحة أحد الشباب من عبد الشيطان في الفيلم الوثائقي “حفل راقص للشياطين” الذي قيض لي أن أعلق عليه، فلقد توصل إلى عبدة الشيطان ومن ثمن السحر من خلال حفلات موسيقى الروك القاسي بالتحديد. في ختام مقالنا هذا أريد أن أؤكد مرة أخرى، أنّ موسيقى الروك، لا تعد تياراً موسيقياً بريئاً ناتجاً على خلفية تطور الثقافة والحضارة الإنسانية بشكل عام. إنّ لبعض التيارات، كما بينا سابقاً تعبيراً صريحاً عن توجهها الشيطاني، توجه وتعد الإنسان للاتصال مع عالم الأرواح الساقطة، تكبله وتدمره روحياً وبدنياً. تعد موسيقى الروك نوعاً من أنواع الثورات الثقافية ـ الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والأخلاقية، والروحية. يتم استبدال ليس فقط العلاقات المسيحية، بل والعلاقات الإنسانية بالمجتمع والفرد والوسط المحيط والطبيعة ـ التي هيمنت منذ زمن في العالم المتحضر، يتم استبدالها بالمفاهيم الشيطانية للحياة المحيطة. الهدف ـ هو إيصال الشبيبة إلى تلك “الأممية” الملائمة لوصول حكومة واحدة إلى السلطة. فكك، وفرق تسد ـ بهذا الشكل يمكن وصف عمل الماسونيين. إن هذه الثورة الحاصلة هي مجرد جزء من المشروع الواسع، الذي وضعته وتموله المنظمات الماسونية. الغاية من هذا المشروع هي السيطرة على جميع القوى الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والدينية، وغيرها، بهدف تأسيس حكومة عالمية واحدة. والتي تعد مهمتها الصوفية (الروحية) الاستعداد لعودة المسيح الدجال، الذي لن يظهر في نهاية العالم قبل أن تحكمه “الوحشوش”. (السفر11-7) يمكن مواجهة التأثير الماسوني بالاعتماد على قوة المسيح فقط. لا يمكن الانتصار على الأفعال والتأثيرات الصوفية بالوسائل المادية. مهما استخدمنا من أفعال خارجية، ومهما سخرنا من قوى في المعركة ضد العدو الواضح، وإن لم نعتمد في الدفاع على الإيمان المسيحي ـ ستذهب كل جهودنا هباء. بالاعتماد على المباركة الإلهية، وبمساعدة الملاك ـ يسوع المسيح والقديسين ـ يمكن أن نحقق نجاحاتنا في هذا الصراع. “من دوني لن تستطيعوا تحقيق أي شيء” ـ قال الرب المخلص، كما قال: “الإنسان عديم القدرة، أما الله فكلي القدرة”.(انجيل19-26)
يمكن تحقيق ما سبق قوله في إطار الحياة الاجتماعية بالعودة إلى القيم والتقاليد المسيحية ـ التاريخية لشعبنا، بالعودة إلى المسيحية كاساس لتصور ورؤية الإنسان الروسي، وكشكل حياة ونشاط وعمل للإنسان المعاصر، وبالعودة إلى حقائق الإنجيل كحجر الزاوية في حياتنا.


John Paul II greets an African voodoo “priest” at Assisi, 1985.
A gesture with many consequences…[/align]
البابا لا يجد حرجا في أن يلتقي بسحرة الفودو من أفريقيا

المنظمات الشبيبية والماسونية:
يقيم البناؤون الأحرار (رمز الماسونيين ـ المترجم) فضلاً عن الموسيقى، ويؤيدون مختلف أنواع حركات الشبيبة. والهدف من ذلك واحد: التحكم بوعي وتربية الشبيبة وفق الروح الملائمة للماسونية.
كما يبين هيلزينغ: “قائد فرقة حليقي الرؤوس الإنكليز التي تدعى “المفك” تعاون يان ستيوارت مع المتعصبين اليمينيين في “الجبهة الوطنية البريطانية”. ولغاية عام 1985 كانوا تابعين لـ “نادي الضجة البيضاء” في “الجبهة الوطنية البريطانية”، التي جمعت حالقي الرؤوس من العنصريين الإنكليز. في عام 1985 أسس يان ستيوارت حركة “الدم والشرف” (Blut & Ehre) والتي بمساعدتها نشر بشكل منظم أيدولوجيا “السلطة البيضاء” عشيرة ـ كو ـ كلوكوس. علماً بأنّ كوادر هذه المنظمة لا يقتصرون على حليقي الرؤوس. ففرقة الشياطين الموسيقية، على سبيل المثال (KISS) (الملوك خدمة الشيطان، الذين دعوا علانية لتبني التعاليم والقيم الشيطانية، وحرفا S في كلمة KISS كرمز SS حتى حظروا عليهم ذلك) بقيت (هذه الفرقة) على علاقة ثابتة مع أنطون إلياف وكنيسته “كنيسة الشياطين”، أكبر مجموعة كنائس لعبدة الشيطان في العالم. أقامت “كنيسة الشيطان” سابقاً أوثق العلاقات مع العديد من فرق الروك من عبدة الشيطان الإنكليزية والأمريكية. يمكن القول إنّ الفرقة الإنكليزية BLACK SABBATH التي يغني فيها المطرب المشهور أوزي أسبورن تنتمي إلى عدادهم. كما أقامت فرقة ROLING STONES علاقات وثيقة مع “كنيسة الشيطان”.
يترأس فرع عبدة الشياطين “معبد سيت (معبد التدبير)” الذي تفرع عن “كنيسة الشيطان” عابد الشيطان النازي الجديد المعروف مايك أكينو. في فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين كان ضابطاً في سلاح الحرب النفسية في القوات المسلحة للولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه مؤلف، وفيلسوف ومؤرخ “كنيسة الشيطان”. في عام 1981 تقلد العقيد أكينو منصب المستشار الأوربي في هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية ـ مما خوله الوصول إلى المواد عالية السرية. مارس أكينو نفسه في ذلك الحين مراسم عبادة الشيطان في “قصر فيفيلسبورغ” في ألمانيا، في المكان عينه الذي أقام فيه الفوهرر س.س هينريخ غيمبلر مكاناً لتأدية القداس الأسود.
وبهدف الحصول على إمكانية استخدام ميزاته الحالية كأحد عبدة الشيطان والراديكالي اليميني في الجيش الأمريكي، اضطر أكينو إلى تنظيم مجموعة جديدة أكثر تماسكاً وانضباطاً، انبثقت من صفوف “كنيسة الشيطان”، “معبد سيت (التدبير)”. شارك أكينو أيضاً في استغلال الأطفال في الأغراض الجنسية والشيطانية، كما أقام النازي الجديد غيري ريكس لاوك، والكاهن اليميني المتطرف ـ عابد الشيطان أنطون شاندور علاقة وثيقة مع المجموعة المعاصرة “التنين الجبار لفرسان عشيرة كو ـ كلوكس” دينوس ميخون، وسابقاً مع مايكل كيونن المتوفى (كما تورط جميع المذكورين أعلاه في أعمال جنسية مختلطة). وارتبطوا جميعهم عبر أكينو بمعهد تيفيستوك، ساسكس في إنكلترا، الذي اختص بشؤون الحرب النفسية.
المولت ميديا:
المولت ميديا ـ هي نتيجة التطور التقني المستمر للكمبيوتر، حيث يشترك التلفزيون، والكمبيوتر ومفاتيح التحكم ومكبرات الستريو (المغنيتفون). تربط أجهزة المولت ميديا حتى الآن مع شبكة التلفون العادية، لكن ومن أجل استثمار كافة إمكاناتها، من الضروري ربطها بكابل، قادر على نقل الإشارات الرقمية. وفي هذه الحالة تظهر العلاقة الكومبيوترية، التي تسمح بالاتصال مع العالم أجمع.
سيتم إنتاج القاعدة الضرورية لكابل المولت ميديا من الألياف الزجاجية في الدول المتحضرة خلال 10-20 سنة، حسب رأي الخبراء.
تسمح المولت ميديا باستقبال 99 برنامجاً تلفزيونياً، يستطيع الإنسان باستخدامه مفاتيح التحكم الكومبيوترية، أن يركب أي برنامج تلفزيوني، والحصول على المعلومات الإضافية في مجال السياسة، والاقتصاد، والرياضة، والعديد غيرها.
يمكن استخدام وسيلة المولت ميديا لإرسال وتحويل الفاكسات، وإدخال نظام الرسائل والجواب الآلي، واستخدام وسيلة التلفون المصور.
تسمح المولت ميديا بمراقبة والتحكم بحسابك المصرفي، والقيام بأي عملية شراء في المحال التجارية من دون أن تقوم عن المنضدة، وكذلك حجز بطاقات السفر عبر القطار أو الطائرة.
تستخدم أقراص CD المولت ميديا لتسجيل الصوت والصورة والفيديو.
يمكن التسجيل على أحدث التسجيلات الموسيقية والأفلام (الليزرية) عالية النوعية، مقابل اشتراك شهري محدد، وتسجيل جميع أو بعض البرامج التلفزيونية حسب الرغبة، ومن دون فقدان النوعية العالية ،ويمكنكم سماع أو مشاهدة ما تم تسجيله. وتوجد إمكانية لخلط الصوت والفيديو، وإنشاء قناة فيديو خاصة وشخصية.
عدد الألعاب غير محدود، يمكنكم اللعب بمفردكم، أو كل اثنين، أو أربعة. لقد انتهى العمل للقيام بالتصوير ثلاثي الأبعاد على الشاشة. يسمح استخدام آلة عرض خاصة أو عدسات خاصة برؤية الشكل المجسم، طبعاً مع وجود البرامج الخاصة “3D” (ثلاثية الأبعاد) وجهاز ستريو صوتي.
تستطيع المولت ميديا أن تصنع عالماً فنياً ملوناً. تصرف الاحتكارات العملاقة المليارات لتنفيذ هذا المشروع. ليس بعيداً ذلك اليوم الذي تصبح فيه المولت ميديا هي الواقع المبتذل لعالمنا.
لننظر بموضوعية إلى إمكانيات التكنلوجيا الجديدة، حسب مقدرتها.
تستطيع المولت ميديا أن تصنع عالماً جديداً للإنسان ـ عالم المولت ميديا. لن يكون في ذلك العالم ورود حية، ولا بضائع، أو بحيرات وشمس، سيقوم الكمبيوتر بإعداد ذلك كله وعرضه على بشكل مركز على الشاشة في البيت. تستهلك الألعاب كل الوقت الحر من الأطفال، ومن الكثيرين من البالغين. وسيحصل الإنسان على ذلك الكم من المعلومات، الذي لا يستطيع هضمه. بفضل المولت ميديا يصبح الإنسان مبدعاً في هذا العالم الافتراضي، يقرر بنفسه ماذا يريد، وبحركة من اصبعه يتحقق ما يفكر به.
بناء على معطيات الخبراء سيتمكن 80% من سكان أوربا الغربية قادرين على استخدام الكومبيوتر في عام 2000. تسمح المولت ميديا بالاتصال مع مختلف الناس، القاطنين في مختلف مدن العالم، على بعد مئات وآلاف الكيلومترات الواحد عن الآخر، وكذلك العمل في مشروع واحد.
يمكن تصور حقيقة أن المولت ميديا ستصبح هوس الناس، لأنّ الإنسان بهذه التقنية يستطيع الحصول على مختلف أنواع المتعة. وهذا الأمر، كما يبدو لنا، خطير، مثله مثل الطرق الأخرى لإبعاد الإنسان عن الحياة الواقعية عبر المشروبات الروحية والمخدرات.
يوجد جانب آخر في المولت ميديا، الذي لا يمكن السكوت عنه. يمكن رصد ومراقبة جميع خطوات واستخدامات هذه التقنية، وأي ضغط على مفاتيح التحكم. يمكن مراقبة ماذا يفعل هذا الإنسان في كل ثانية وكم من الدقائق والساعات قام بذلك. هذان هما الجانبان المهمان في المولت ميديا بالنسبة للأقوياء في العالم: إقامة عالم افتراضي غير واقعي، وإخراج الإنسان من الواقع، والمراقبة التامة لنشاطه.
يمكن الآن تصور التأثير المميت لهذه التقنية بالنسبة للشباب. إذا وجدت القوة والإرادة الكافية لدى البالغين للامتناع عن العديد من مغريات اللهو، التي تقدمها المولت ميديا، فإنّ المولت ميديا يمكن أن تكون بالنسبة للأطفال في عمر 10-14 سنة البديل التام عن العالم الواقعي بعالم الكومبيوتر، ويفقدون الصلة بالعالم الواقعي، وبالطبيعة المحيطة بهم، ومع الناس القاطنين على كوكبنا.
من الضروري التفكير بقدوم المولت ميديا منذ الآن، لأنّ هذه التقنية أخذت تظهر في روسيا.
ـ الطاقة كسلاح والحرب البيولوجية النفسية:
والآن دعونا نعود مجدداً إلى قضايا السياسة، التي سلط عليها الضوء كتاب هيلزينغ في فصل “الطاقة كسلاح”.
“ها هي ألمانيا مرة جديدة أخرى ـ يكتب المؤلف ـ مثلها مثل باقي دول العالم الغربي تواجه وجهاً لوجه ما يسمى بأزمة الطاقة، التي يخلقها أصحاب المصارف العالميون.
ففي عام 1974 ارتفعت أسعار النفط لخام ،بشكل لولبي، نتيجة حظر دول أوبك تصدير النفط. عقد أصحاب البنوك لقاء سرياً مع قادة أوبك العرب وتوصلوا إلى اتفاق مناسب. يقوم على مبدأ بسيط. العرب مسؤولون عن رفع الأسعار، السائق أو المشتري يدفع، والاحتكارات النفطية تحصل على الأموال. ترتبط الاحتكارات النفطية المشهورة مثل أبكو، وشيل، وموبيل، وإيكسون وما شابه مع “بنك تشيز مانهاتن” (روكفلر). عقد “تشيز منهاتن” بدوره اتفاقية مع منظمة الأوبك. تضمن جزء من الاتفاقية نصاً يبين أنه عندما ترتفع أسعار النفط، كما حصل في عام 1974، ترحل لمدة 30 سنة بنسبة 7% من الأرباح في بنك “تشيز منهاتن”.
وعلى هذا الأساس جرى تقديم القروض الضخمة إلى دول العالم الثالث مثل المكسيك، والبرازيل، والارجنتين. واضطرت هذه الدول إلى تحمل المعاناة الشديدة نتيجة الفوائد الكبيرة على الديون. ونظراً لعدم توفر النقود اللازمة في هذه الدول لتسديد الفوائد المترتبة، اضطرت هذه الدول إلى الخضوع للضغوط والسماح لأصحاب هذه البنوك في التدخل في الشؤون الداخلية والاقتصادية لهذه الدول. لقد اضطر قادة هذه الدول إلى الخضوع لسياسة البنك الدولي، وإلا يتم استبدالهم بشخصيات جديدة.
يحصل أصحاب البنوك الدولية، كما تلاحظون على أرباح نتيجة الحظر تفوق كثيراً ما يخسرونه. تأتي هذه الأرباح في البداية نتيجة الاتفاق مع دول منظمة الأوبك، ومن ثم من الاحتكار.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *