Possessionفن التمثيل والمس الشيطاني

 

الكاتب: بهاء الدين شلبي.

ومن أكثر الفئات التي نرى وقد استشرى فيها المس والسحر هي فئة الفنانين خاصة (فن الآداء والتمثيل)، وهذا ملاحظ في شغف أكثرهم بتتبع أخبار الطالع، وفى كثرة ترددهم على حلقات الزار والدجالين والسحرة، وأخيرا المعالجين لكي يتخلصوا مما ألم بهم من المس والسحر.

وإني أرى من واجبي نحوهم أن أثير فيهم غريزة حب الله، كما أثاروا فينا غريزة حب الجنس والشهوات، وأن يشاركونا تذوق حلاوة الإيمان، كما شاركناهم تذوق حلاوة نكاتهم وخفة ظلهم، فهم في الماضي والحاضر قد أسعدوا الكثير بفنهم، ولكن سعادة الإيمان بالله والتلذذ بحبه تعالى، شتان بين ما قدموه لنا، وما نحاول تقديمه لهم الآن، لذلك فهذه المقالة هي محاولة لفتح باب للتحاور معهم لا للهجوم عليهم، لأنهم في الواقع فئة ذاقت تسلط الشيطان وعدم راحة البال، بهرتهم أضواء الشهرة، وغرهم بريق الذهب، فلم يجنوا من ذلك إلا الأهوال، فمعيشتهم ضنكًا وكدًا وأموالهم كما جاءت هينة ذهبت أهون (إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ) [الرعد: 14]، رغم ما هم فيه من مظاهر قد توحي بالسعادة والسرور، ولكن نجد في مقابل ذلك واقع مؤلم من علامات المس والسحر الناشئ عن الحسد والمنافسة على جيفة اسمها الشهرة والصدارة.

وفن التمثيل على ما أعتقد هو من أقرب الفنون [و الله أعلم] إلى التسلط الشيطاني، لذلك ففئة الممثلين من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمس والسحر، وهذا ليس قاعدة عامة ولكن على الغالب، ولنكن صرحاء فإن فن التمثيل يعتمد على [الكذب] سمت الشيطان الموصوف في قول الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (كذوب)، فالكذب كبيرة من الكبائر، والممثل في الغالب يقول بلسانه ما ليس في الواقع، حيث يتقمص شخصية غير شخصيته، مهما بلغت من النبل فهي لا تماثل شخصيته الحقيقية، أحيانا كثيرة في أثناء الأداء إما ينسب نفسه إلى شخصية فاضلة وقد يكون في الحقيقة غير ذلك، وأحيانا قد يؤدى دورًا يخالف معتقداته الدينية، فلدى علم أن كثير من الممثلين يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويحجون إلى بيت الله الحرام، والمسلم لا يجتمع لدية النقيضان وإلا صار كذابا ومنافقا.

كمثال عميد المسرح العربي (يوسف وهبي)( ) تارة يظهر في دور يقرأ بعض الآيات القرآنية، وتارة نراه في دور قس أو راهب يتدلى الصليب على صدره، فما هو بالضبط دين (يوسف وهبى) حتى نقبل مايقدمه أو نرفضه؟! هنا نطرح ما يقدم للمتلقي في ضوء الكتاب والسنة، حتى نتبين بواقعية حقيقة فنون الأداء ومدى مشروعية المطروح منها.

الفن والتنصير: ويسخر المبشرون الفنون والآداب المختلفة: قصة، مسرحية، فيلم، تمثيلية، أغنية، ويسخرون هذه الروافد لبث الفكر التبشيري ولكن في الجانب الهجومي (الطعن في الإسلام) بالسخرية من بعض قيمه أو سلوكه. أو تزيين الباطل، والأمثلة على هذا النوع لا تقع تحت حصر. (المطعني؛ د. عبد العظيم [التبشير العالمي ضد الإسلام أهدافه – وسائله – طرق مواجهته] ط. الأولى 1413 – 1992/ مكتبة النور – القاهرة). صفحة (21).

عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لى ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم).( )

في ضوء الحديث السابق، أين الصدق والممثل يكذب من أول العمل الفني إلى آخره؟ وأين الوفاء بالوعد إذ عاهدتم الله على طاعته، ولم توفوا بذلك عندما نشرتم المخالفات الشرعية على المشاع؟ وأين أداء الأمانة عندما نصبتم من أنفسكم أوصياء على عقول شباب الأمة وبسطائها فلم تؤدوها؟ فعلمتوهم الفساد وأضرمتم فيهم جذوة السعار الجنسي، وأين حفظ الفروج في تلك المشاهد الساخنة؟ وأين غض البصر؟ وأين كف الأيدي عن الملامسة بين الممثلين والممثلات؟

وإن كنتم لا تنسبون أدواركم إلى الكذب، وتعدوها بأي صورة أخرى تروق لكم حتى ولو افترضنا أنكم تهزلون وتمزحون فهل ينفى ذلك أن التمثيل مبنى على الكذب؟!

عن أبى أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا).( )

وأعتقد أنكم حين تمثلون فأنتم جادون لا تهزلون ولا تمزحون، بدليل الأموال الطائلة التي تنفقونها على العمل الفني وعلى الإكسسوارات المكلفة جدًا التي قد تفوق ما تكسبونه من عملكم، فما مصير الكذب الذي تروجوه على الناس يوم القيامة؟

عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدى إلى البر، والبر يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وما يزال العبد يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا).( )

أما الصدق عندهم فهو تقمص الدور وقمة الكذب، وعندها يسمى الممثل (فنان صادق)، والحقيقة أن الفنان لا يصير صادقًا إلا إذا عاش الشخصية بالخروج من شخصيته إلى الشخصية المغايرة، لأن التقمص لغة جاء من (قمص: القميص الذي يلبس… وتقمص قميصه ألبسه، وإنه لحسن القمصة، عن اللحياني. ويقال: قمصته تقميصًا أي ألبسته فتقمص أي لبس. وروى ابن الأعرابي عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال له: إن الله سيقمصك قميصًا وإنك ستلاص( ) على خلعه فإياك وخلعه، قال: أراد بالقميص الخلافة في هذا الحديث وهو من أحسن الاستعارات).( )

ستلاص: أي: تراود عليه ويطلب منك أن تخلعه، يعنى الخلافة.

وإن معنى التقمص بالتلبس قد يقرب فن التمثيل من المس وتلبس الجن بالإنس، فالممثل عندما يتقمص الشخصية المغايرة له، يكون في حالة من الكذب الذي يعد كبيرة من الكبائر، أي أنه يكون في حالة معصية هي من أسباب المس والتسلط الشيطاني، لذلك عند التقمص يحدث للممثل حالة من الخروج عن الوعي، مما يشير إلى أن التقمص يكون مصحوبًا بتلبس الجن بالجسد فالتمثيل حالة من حالات المس الشيطاني، وكان الممثل (يوسف وهبي) يردد ذلك المعنى عند حدوث التقمص فيقول (كانت واخداني الجلالة) وهذا مسجل في أفلامه، وليس هذا مجرد شطحة أو تخريف أو هزل، ولكن حقيقة وتجربة مر بها الكثير من أرباب تلك الصنعة، وبإقرار أصحابها، وبشهادة علماء النفس، هذا بخلاف إذا تتبعنا الأصل التاريخي الوثني لنشأة المسرح بداية من الطوطم والطقوس السحرية، ومرورًا بفن المسرح عند الإغريق الذي كان يعد أحد طقوس عبادة للأصنام والأوثان.

(تتفق الدراما الشعبية مع الرقص الشعبي في وجود الأصول الدينية لكليهما، ولما كان الفن الدرامي جميعه قد نشأ عن نمط شعبي فإن ذلك يؤيد أن الدراما نفسها هي حصيلة الدين والنظم العقائدية. وهذا القول يصدق عند الحديث عن الأصول الإغريقية والهندية للمأساة والملهاة، كما يصدق ؟أيضا بالنسبة لدراما العصور الوسطى في أوربا، تستوي في ذلك المسرحية الدينية، التي عرفت بمسرحية الأسرار، ومسرحيات المعجزات، وكذلك المسرحيات الأخلاقية التي تدين بأشكالها وبمعظم مضامينها لتعاليم الكنيسة الرومانية لقد كانت المسرحية الدينية The Liturgical Play مجرد جزء من قداس الكنيسة، ولكن ما إن أقبل القرن الثالث عشر حتى تطورت هذه المسرحية، فتحولت الكنيسة وكأنها مسرح واحد بجمهور يحضر وسط الممثلين. وقد تبين للكنيسة بعد ذلك أن العنصر المسرحي الذي احتضنته قد تطور بصورة أكثر مما تقتضيه الأغراض الدينية. فانفصلت المسرحية عن الدين فيما بين القرن الثالث عشر والرابع عشر، بعد أن وجدت السلطات الكنسية أن الدراما التي أنشأتها قد أصبحت مصدر إحراج لها).( )

(جلين ديلسون) عالم نفساني ومغنى أوبرا وممثل ومخرج أيضًا، في كتابه (سيكولوجية فن الأداء) يقول: تقف الكهانة السحرية قريبة من المسرح، خاصة عندما تتجسد الأرواح الخيرة والأرواح الشريرة من خلال مؤدين يرتدون أقنعة خاصة ويشتركون في صراع خاص، في البداية (قديمًا) كانت الشياطين تمثيلات للمرض الجسمي لكن بعد ذلك أصبحت تمثيلات للأمراض النفسية كذلك، وقد أصبحت هذه النزعة أكثر وضوحًا مع تقدم الطب الجسمي، وهو التقدم الذي كان أكثر فاعلية مع الاضطرابات الجسمية مقارنة بدوره فيما يتعلق بالحالات النفسية، حيث الفاعلية أقل…يصر العديد من منظري الدراما على أن الكهانة السحرية هي المكون الأساسي في المسرح، وهم يقولون أيضًا إن جوهر الدراما ليس مجرد إعادة إنتاج الواقع الاجتماعي اليومي، لكنه العرض لنظام آخر، نظام خاص بواقع طبيعي، أو سريالي أو إعجازي. وقد كان هذا الواقع ينتج سابقا من خلال الحيل والخدع، ومن خلال الامتداد بحدود الخبرة والقدرات الجسمية عبر حالات مفارقة تشبه الغيبوبة.( )

فإذا كان السحر بطقوسه هو دين الشيطان وعبادة له، فبثبوت أن التمثيل نشأ بمعرفة السحرة كأسلوب للاتصال بالجن، فهو يعد تشبهًا بهم وامتدادًا لإحدى مظاهر المس وعبادة الشيطان، لأنه في الواقع حالة من حالات المس الحقيقية والتي يفقد المؤدي معها وعيه وشخصيته الحقيقية لتحل محلها شخصية مغايرة.

(يميز بعض الكتاب بين (الكهنة – السحرة) الذين يقومون برحلة ما إلى عالم آخر، (الهانجانز) Hungins الذين يتلبسهم زوار من العالم الآخر. جاء مصطلح (هانجان) في حقيقته مصطلحًا من (هاييتي)، وهو يصف الكاهن الذي يكون دوره الخاص متمثلاً في أن تتلبسه الأرواح، لكن هذه الكلمة تستخدم أيضًا بشكل أكثر عمومية من هذا المعنى الضيق. وحيث إن الكهانة السحرية والتلبس يشتملان على حالات تشبه الغشية أو الغيبوبة، وعلى تقطع أو تفكك في الكلام، ويكون من الصعب لأى ملاحظ خارجى أن يميز بينهما. والأمر الأكثر احتمالا بالنسبة للتلبس، هو أنها تبدو كما له من الجنون وذلك لأنها تحدث للأفراد الذين ليس لهم أي مكانة دينية أو كهنوتية خاصة في المجتمع. فعندما تسيطر مثل هذه الأرواح الشريرة بشكل لا إرادي على مثل هذا الشخص، يظهر اعتقاد بضرورة استخدام الرقى أو التعويذ، أو ضرورة استخدام بعض الأشكال الطبية الحديثة المماثلة كالعلاج بالصدمة الكهربائية مثلاً. وقد يبدو التمثيل أكثر مشابهة للكهانة السحرية، بمعنى من المعاني، وذلك لأن التحكم الخاص في الذات خلال التمثيل لا يفقد تمامًا، هذا على رغم أن بعض الممثلين يعتقدون أنهم عندما يستغرقون تماما في أدوارهم يمكنهم الوصول إلى حالة من التداعي، تقع حدودها عند أطراف حالة التلبيس، الحميدة لا الخبيثة…يعتبر (بيتس) (1986) واحد من علماء النفس الذين جادلوا قائلين إن مفهوم التلبس (أو الاستحواذ أو المس) هو مفهوم مركزي لفهم عملية التمثيل، حتى على الرغم من أننا في عصرنا (العقلاني) هذا، قد قمنا بقمع الاعتراف بهذا الأمر. فقد قام بيتس بإجراء مقابلات شخصية مع عدد من كبار الممثلين والممثلات، ووجد أن مفهوم الكهانة السحرية (الشامانية) هو من المفاهيم الأساسية في اقترابهم من الأمور. ومن بين الأمثلة التي ذكرها بيتي: أليك جينس (Alec Guinniss)( ) الذي زعم أنه عرف بموت جيمس دين (James Dean)( ) قبل حدوثه، وفيما يشبه قراءة الغيب. وشيرلي ماكلين (Shirley Macleine)( ) التي زعمت تقمص أو حلول أرواح فيها تنتمي إلى حيوات سابقة لها، وأنها أيضا تستطيع السفر – بروحها – إلى أماكن أخرى خارج جسدها (حالة تسمى الإسقاط النجمي Projection astral)، وقالت: (جليندا جاكسون) (Glenda Jackson)( ) إنها أحيانا تضع قدميها على خشبة المسرح، وهى في حالة من الخوف من التعرض لأخطار الحياة والموت، إلى درجة أن روحها تنتزع منها، تاركة إياها في حالة الذبول والموت. وذكر (أنتوني شير) (Antony Sher) أن الأدوار التي يمثلها تدخل إلى أنه هو نفسه قد يكون في الوقت ذاته مستغرقا في سير أعماق شخصيته ذاتها واستكشافها والتعبير عنها. وكانت (ليف أولمان Liv Ullmann ) تشعر خلال أدائها لأدوارها بأنها تواجه ذاتها الداخلية الخاصة وتكشف الغطاء عنها، بينما تكون في الوقت نفسه مسكونه بشخصية أخرى، تتلبسها روح خاصة، يشترك فيها الممثل والجمهور معًا. وهناك مثال آخر خاص بالممثلة ميل مارتن Mel Martin، وقد زعمت أنها قد تلبستها روح )فيفان لي) Vivian Leigh ( ) عندما طلب منها أن تمثل حياتها ف عمل تمثيلي خاص مصور للتليفزيون، عن (فيفيان لي) عنوانها (محبوبة الألهة Darling Of Gods ). وفى حوار مع جريدة الـ (1990) Sun قالت مارتين إنها تحدثت مع فيفان لى، وإنها سمعت صوتها يخبرها بالطريقة التي ينبغي عليها أن تتبعها في تمثيلها للمشاهد المختلفة (أنا لم أمثل دور فيفان لي. أنا أصبحت إياها. لقد كانت هنا رقيات وتعاويذ عندما استولت روحها علىَّ، ولست على ثقة من أنني سأتحرر أبدًا من سيطرتها عليَّ).( )

السير (أليك جينس) ممثل بريطاني ولد عام 1914م، من أشهر أفلامه: جسر على نهر كواى، عام 1957م، ولورنس العرب 1962م، والطريق إلى الهند 1984م.

( ) (جيمس دين) ممثل أمريكي ولد عام 1931م ومات في الرابعة والعشرين من عمرة عام 1955م، ومثل ثلاثة أفلام فقط أشهرها (شرف عدن) عن رواية لجون شتاينيك عام 1955.

( ) (شيرلي ماكلين): ممثلة أمريكية ولدت ولدت عام 1934م، ومثلت عددًا كبير من الأفلام الكوميدية والإنسانية.

( ) (جليندا جاكسون): ممثلة وسياسية بريطانية ولدت عام 1926م.

( ) (فيفان لي): ممثلة بريطانية (1913-1967) تزوجت من لورنس أوليفييه. وأشهر أدوارها (ذهب مع الريح) (1939). ماتت بالسل في الثالثة والخمسين من عمرها.

السير (أليك جينس) ممثل بريطاني ولد عام 1914م، من أشهر أفلامه: جسر على نهر كواى، عام 1957م، ولورنس العرب 1962م، والطريق إلى الهند 1984م.

( ) (جيمس دين) ممثل أمريكي ولد عام 1931م ومات في الرابعة والعشرين من عمرة عام 1955م، ومثل ثلاثة أفلام فقط أشهرها (شرف عدن) عن رواية لجون شتاينيك عام 1955.

( ) (شيرلي ماكلين): ممثلة أمريكية ولدت ولدت عام 1934م، ومثلت عددًا كبير من الأفلام الكوميدية والإنسانية.
( ) (جليندا جاكسون): ممثلة وسياسية بريطانية ولدت عام 1926م.

( ) (فيفان لي): ممثلة بريطانية (1913-1967) تزوجت من لورنس أوليفييه. وأشهر أدوارها (ذهب مع الريح) (1939). ماتت بالسل في الثالثة والخمسين من عمرها.

ومجمل الأدلة يثبت حدوث المس الشيطاني أثناء التقمص، خاصة عند بلوغ أقصى حد للكذب الذي يسموه زورًا بـ (الصدق الفني)، والحقيقة أن الشيطان يتلاعب بهذه الفئة بل ويشاركهم الكذب والتمثيل ويجعل الممثلين أقنعة يحركها ويتحرك من خلالها مثل أقنعة السحرة تمامًا، ولا نستطيع بحال تعميم المس على كل الممثلين، ولكن الكثير منهم يشكو من المس أو السحر.

(وقد استخلص (بيتس) في ذلك أن الممثلين يقومون بالنسبة لمجتمعنا المعاصر بالدور الخاص الذي يقوم به الكهنة السحرة في المجتمعات البدائية، فهم يحولون عالم الخيال والتخييل (العالم البديل) إلى وجود قابل للتصديق. (إنهم سحرة روحانيون استيهاميون Psychic Illusionists. يحولون العالم الأرضي الدنيوي إلى عالم آخر).( )

 

 

مختصرات منقولة من مخطوط (الدخان الأسود) للكاتب: بهاء الدين شلبي

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *