
من هنا، إذا، قامت دقاقة الباب على شكل حدوة الحصان. لم ينس المسيحيون قديما القديس دونستان فاحتفلوا بعيده في التاسع عشر من أيار دون أن يغفلوا إدراج حدوة الحصان في ألعابهم.
عزى الإغريق القوى السحرية في الحدوة إلى عوامل أخرى. صنعت الحدوات من الحديد الذي يعتقدون أن به قدرة لردع الشيطان، وأخذت شكل هلال القمر الذي اعتبره الإغريق رمزا للخصب وللحظ الجيد. أخذ الرومان حدوة الحصان عن الإغريق عادّين وظيفتها المزدوجة في حدي الأحصنة وردع الشيطان والأرواح الشريرة. وانتقل اعتقاد الرومان الوثنيين بخاصة الحدوة السحرية إلى المسيحيين الذين أقاموا حوله قصة القديس دونستان.
عندما بلغ الخوف من السحر في القرون الوسطى ذروته، أولى الناس الحدوة مزيدا من الاهتمام. فاعتقد الناس تلك الحقبة بأن الساحرات يسافرن على المكاني لأنهن تخشين الأحصنة ةأي شيء يذكر بها، مما يجعل للحدوة قوة خطر السحر، زاد الناس في اعتقادهم حول الحدوة فوضعوا على تابوت المرأة المتهمة بامتهان السحر حدوة الحصان لتمنعها من الانبعاث من جديد. اعتقد صانعوا الحدوات في روسيا أنهم قادرون على ممارسة السحر الأبيض لمواجهة السحرة ولرعاية قسم الزواج وعقود العمل، فلم يكن ذلك اقسم يؤدى على الإنجيل بل على سندان الحداد الذي عليه تصنع الحدوات.
لم يعلق الإنسان الحدوات آنذاك كيفما قدر لهم، بل وفق قاعدة ثابتة تتمثل بجعل طرفيها الحدين للأعلى حفاظا على قدرتها لجلب الحظ.
بقيت الحدوة رمزا للحظ في في الجزر البريطانية حتى حلول القرن التاسع عشر. تقول إحدى الأغنيات الأيرلندية الشائعة التي رافق نشوؤها اسطورة القديس دونستان:
(بسم الله يتمسمر الشيطان وتقيد حركته). وفي عام 1805 قابل الأميرال لورد هوراتيو نيلسون أعداء أمته في معركة ترافلغار وعلى صاري سفينة القيادة فيكتوري حدوة حصان لاعتقاده يخرافة الحدوة. أنهى النصر العسكري الذي اقيم له نصب في ساحة ترافلغار في لندن في عام 1849، الحلم نابليون في غزو انكلترا. ولقد حملت الحدوة فيما يعتقد، الحظ للشعب البريطاني وسوء الحظ لنلسون ذاته فخسر حياته في المعركة).
هذه هي معتقدات النصارى في حدوة الحصان، والتي شاع استخدامها بين المسلمين، فتجد مصحفا صغيرا معلقا بحدوة حصان، وتجدها على الأبواب والسيارات والدواب وغير ذلك الكثير، وحسب المذكور في اسطورتهم هذه فهم يزعمون ان الشيطان يخاف من الخيل والحدوات، ولكن ما ورد في كتاب الله العزيز يكشف كذبهم، وأن للشياطين خيل يركبونها قال تعالى: (واجلب عليهم بخيلك)، فإذا كانت الشياطين تركب الخيل، إذا فالشيطان ينتفع بالخيل ولا تضره، ولا يخاف منها، بل إن الخيل هنا هي من جملة عدته وعتاده التي يستعين بها على غزو الإنسان والتسلط عليه،إذا فالحدة مصدر قوة للشيطان وليست مصدر رعب.
أنموذجا للحظ الجيد، إلا ان الأساطير تعزو تلك العادة الى القديس دونستان
الذي اعطى للحدوة المعلقة فوق باب المنزل، قوة خاصة لردع الشيطان
وكان هذا القديس الذي أصبح اسقفا لكانتربري عام 959م حدادا، ففي أحد الأيام
أتى اليه رجل وطلب منه ان يحدي له قدميه مما أثار الشك لدى دونستان، بأن السائل
هو الشيطان، خاصة وأن له اظلافا مشقوقة (الظلف المشقوق رمز للشيطان)، لذلك أوضح
له ان عليه ان يعلقه مقيدا الى الحائط ليستطيع انجاز العمل وعلى نحو متعمد، انجز دونستان
عمله، مكيلا العذاب والآلام للشيطان الأمر الذي جر الأخير الى توسل الرحمة، لكن دونستان
رفض تحريره قبل ان يعطيه قسما صادقا بأنه لن يدخل أبدا أي منزل وضعت حدوة حصان على بابه منذ ظهور هذه القصة في القرن العاشر، لم يزل المسيحيون يستخدمون حدوة الحصان
ويضعونها فوق عتبة المنزل ثم وضعوها في منتصف الباب لتخدم وظيفة أخرى تتمثل في
دق الباب إضافة الى منعها للشيطان من دخول المنزل حسب اعتقادهم
ومن هنا ظهرت دقاقة الباب على شكل حدوة فرس كما لم ينس المسيحيون قديما
القديس دونستان، فاحتفلوا بعيده في التاسع عشر من مايو/أيار
من دون ان يغفلوا إدراج حدوة الحصان في ألعابهم
القوى السحرية
من جهتهم، عزا الاغريق القوى السحرية في الحدوة الى عوامل أخرى، فهم يعتقدون
ان الحدوة صنعت من الحديد لأنه يحوي قدرة لردع الشيطان، ويقولون إن الحدوة اخذت
شكل هلال القمر لأن الاغريق اعتبروا الهلال رمزا للخصب والحظ السعيد
وجاء الرومان بعد ذلك آخذين حدوة الحصان عن الاغريق معتبرين أنها ذات وظيفة مزدوجة
فهي تستخدم عندهم لحدي الخيول وردع الشيطان والارواح الشريرة، وانتقل اعتقاد الرومان
الوثنيين بخاصية الحدوة السحرية الى المسيحيين الذين اقاموا حولها قصة القديس دونستان
وفي القرون الوسطى، وعندما بلغ الخوف من السحر ذروته، أولى الناس الحدوة المزيد
من الاهتمام، فاعتقد أناس تلك الحقبة بأن الساحرات يسافرن على المكانس، لأنهن
يخشين الأحصنة وأي شيء يذكر بها، الأمر الذي جعل للحدوة قوة خطر على ابطال السحر
ومن هنا زاد اعتقاد الناس حول الحدوة فوضعوا على تابوت المرأة المتهمة بامتهان السحر
حدوة الحصان لتمنعها من الانبعاث من جديد، واعتقد صانعو الحدوات في روسيا، أنهم قادرون
على ممارسة السحر الابيض لمواجهة السحرة ولرعاية قسم الزواج وعقود العمل
إذ لم يكن ذلك القسم يؤدى طبقا لقواعد الانجيل، بل يؤدى على سندان الحداد
الذي عليه تصنع الحدوات، ولم يعلق الناس الحدوات هكذا بطريقة عشوائية، بل وفقا
لقاعدة ثابتة، تتمثل في جعل طرفيها الحدين للأعلى حفاظا على قدرتها لجلب الحظ
وربما كان ذلك مستوحى من الهلال القمري نفسه عندما يشرق من جهة الغرب
في أول الشهر، حيث يبدو طرفاه للأعلى، وكثير من الناس يتفاءلون خيرا عند رؤية الهلال
بهذا الشكل ولدى بزوغه من الغرب رقيقا
وقد بقيت حدوة الحصان رمزا للحظ الجيد بالجزر البريطانية حتى حلول القرن التاسع عشر
وتقول احدى الاغنيات الايرلندية الشائعة: “باسم الله يتمسمر الشيطان وتتقيد حركته”
وفي العام 1805 قابل الأميرال لورد هوراتيو نيلسون اعداءه في معركة ترافلفار أي الطرف الاغر
(رأس في اسبانيا يقع على الأطلسي شمال غرب مضيق جبل طارق، انتصر عنده
الأميرال نلسون على الاسطولين الفرنسي والاسباني عام 1805 وفيها لقي حتفه)
وعلى صاري السفينة فيكتوري، حدوة حصان لاعتقاده بخرافة الحدوة، وانتهى النصر العسكري
الذي اقيم له نصب في ساحة ترافلفار في لندن في عام 1849 وانتهى معه حلم نابليون
في غزو انجلترا، ويقال إن الحدوة حملت فيما يعتقد الحظ للشعب البريطاني
وسوء الحظ لنيلسون ذاته الذي خسر حياته في المعركة
والحدوة على هذا ما هي إلا رمز سحري، مرتبط بطلب العتاد والقوة الشيطانية، إذا فمن يعلق هذه التميمة فهو قد علق رمزا سحريا يستعان به في جلب إبليس وجنوده، بل ومد المستعيذ بالقوة والعتاد الشيطاني لحفظه من كذا وكذا، قال تعالى: (وانه كان رجال من الإنس يعوذن برجال من الجن فزاوهم رهقا)، إذا فهذه التميمة من جملة الاستعاذات بالجن، وطلب الحماية منهم.
وهناك قصة السامري لها ارتباط بالخيل، قال تعالى: (فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي) ذكر ابن كثير في تفسيره فقال: (وقال مجاهد (فقبضت قبضة من أثر الرسول) قال من حافر فرس جبريل، قال والقبضة ملء الكف). والسامري هذا ما هو إلا ساحر، أخذ الحلي من القوم واخرج في المقابل عجلا جسدا له خوار، وقد استخدم أثر فرس جبريل عليه السلام في تنفيذ سحره كما بينت الآية، والأثر هذا كان مرتبطا أو عالقا بحافر الفرس أي بالحدوة المركبة في نهاية الحافر. لذلك تدخل الحدوة في تنفيذ الأسحار بشكل كبير، ربما كانت بداية الاهتمام بها وإدخالها في طقوس السحر من قصة السامري هذا، والله أعلم. هذه هي حقيقة العلاقة بين الرمز السحري والأسطورة، وبين تكليف الشياطين بالتوكل بتفيذ الغرض منها كطقس سحري.
نقلا عن مخطوط (عبادات بائدة وعادات سائدة) للكاتب: بهاء الدين شلبي